الألم هبة إلهية (1) – لنيافة الأنبا موسى

الرئيسية / الألم هبة إلهية (1) – لنيافة الأنبا موسى

تألمنا كثيراً لما حدث مع أبناء كنيستنا بالوراق والذين اختلطت دماؤهم بدماء إخوة مسلمين جاءوا إلى العرس، لكن العرس تحول إلى مأتم بسبب الإرهابيين، الذين قتلوا أربعة أحباء وأصابوا 18 آخرين. ولعلنا كثيراً ما نسأل أنفسنا عن “سر الألم”: لماذا يسمح الله بالألم؟ والجواب فى كتابنا المقدس وأقوال الآباء.

الألم هو شعار المسيحى الحقيقى. “ليس التلميذ أفضل من معلمه” (لو40:6) لذلك فليس غريباً إطلاقاً أن يدعى المسيحى للألم. إنّ التبعية للمسيح معناها تحمل الألم، كشركة مع المسيح فى آلامه ..

يشعر الإنسان أثناء الألم أنه يشترك مع المسيح، الفادى، الذى تألم دون أن يخطئ، وهذا الذى تذكر عنه النبوات قائلة: “مجروح لاجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا” (إش5:53) … وسفر أعمال الرسل يقول: “وَأَمَّا هُمْ (الرسل) فَذَهَبُوا فَرِحِينَ مِنْ أَمَامِ الْمَجْمَعِ لأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ” (أع 41:5)…

ويقول معلمنا بولس: “لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضاً أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ” (فى 29:1).

وعندما يقول القديس بولس الرسول أيضاً: “الآنَ افْرَحُ فِى آلاَمِى لأَجْلِكُمْ، وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِى جِسْمِى لأَجْلِ جَسَدِهِ: الَّذِى هُوَ الْكَنِيسَةُ” (كو 24:1) فهو يرسم أمامه المسيح الذى هو الرأس، والجسم الذى هو الكنيسة… والألم الذى يدفعه المؤمنون، يجوز فى قلب المسيح، إذ يحَس بآلامنا.

وقد يتصور البعض أن طريق الرسل الناجح، والمملوء بالمعجزات، كان طريقاً مرشوشاً بالورود. لكن الحقيقة – كل الحقيقة – أنه كان طريقاً مفروشاً بالألم. وفى الألم اتحدوا بالرب المصلوب عنهم، فأخذوا القوة، وعاشوا الرجاء، واستهانوا بالموت..

 

إن الألم فى حياتنا ما هو إلا :

1- إتحاد بالرب الذى حمل الصليب عنا…            2- هبة إلهية لها فعلها الجبار فىحياتنا…

3-  فرحة مقدسة إذ نستطيع أن نقدم شيئاً لمن صلب من أجلنا، تعبيراً عن حبنا له…

 

1- الألم …إتحاد بالرب :

فالألم فى المسيحية لم يعد عقاباً على الخطيئة، بل اتحاداً بالمصلوب، وشركة فى الصليب..

لهذا يقول الرسول:

+ “إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَىْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ” (رو 17:8)..

+ “لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهاً بِمَوْتِهِ، لَعَلِّى أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ” (فى 10:3-11).

+ “َأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِى جِسْمِى لأَجْلِ جَسَدِهِ: الَّذِى هُوَ الْكَنِيسَةُ” (كو 24:1).. أى أنه كما تألم الرأس، يجب أن تتألم الأعضاء.

+ “مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِىَّ” (غل 20:2)، والمقصود هنا … صلب الذات مع المسيح.

فالألم كان فى ذهن التلاميذ اتحاداً بالرب وشركة فى الصليب.. لذلك فقد كان مصحوباً بفرح عميق كذبيحة حب للفادى الحبيب.. ترى ما هى بركات الألم الأخرى..

إن للألم بركات عديدة مثل:

1- الإتحاد بالرب فى آلامه ( كما ذكرنا).

2- الألم هبة إلهية لبنياننا.

3- الألم فرحة مقدسة، لأننا نرى فيه الرب المتألم لأجلنا.

(يتبع).

مشاركة المقال