يجيب الدكتور عادل حليم مسئول مجموعة التربية الأسرية بأسقفية الشباب عن السؤال قائلا:
“الاختلاط” كلمة نستخدمها غالباً وفي داخلنا مخاوف عديدة، وكأننا نقصد بها وضع الكبريت بجوار النار..! وكأن التعامل بين الأولاد والبنات أمر غريب، وكأن كلاً منهما آتٍ من سلالة مختلفة، وقد نسينا أن الله خلق الإنسان لا رجلاً فقط، ولا امرأة فقط، بل رجلاً وامرأة، وأن وجودهما معاً وتعاملهما معاً في شتى مجلات الحياة ليس أمرأً طبيعياً فقط، بل أمراً مهماً ومطلوباً، ولا ينبغي الاستغناء عنه، لأن هذا التواجد المشترك عامل مهم في نضج شخصية كل من الولد والبنت .. لذلك فإن الفصل المتعمد بين الجنسين يمكن أن يؤدي إلى سلبيات في الشخصية نتيجة الضغوط التربوية والاجتماعية اللازمة لتحقيق هذا الفصل المتعمد.
وحينما نتناول موضوع الاختلاط بين الجنسين فنحن نتحدث عن اتجاهين متوازيين لتحقيق اختلاط سليم: اتجاه وقائي يهدف إلى تطبيع العلاقات بين الجنسين فينظر كل منهما للآخر ببساطة ونقاء، وذلك من خلال اختلاط منذ مراحل الطفولة الأولى مصحوب بتوعية عن كيفية التعامل السليم بينهما بأسلوب إنساني مسيحي سليم، وتصحيح نظرة الفرد إلى الجنس الذي ينتمي إليه وإلى الجنس الآخر .. واتجاه علاجي يهدف إلى التعامل السليم بين الجنسين في الحالات التي تعرضت لضغوط تربوية أدت إلى نوع من التحفظ الشديد في التعامل بين الجنسين، وبالتالي اتسمت العلاقة بالحذر والحساسية .. هنا نحتاج إلى نوع من التدرج في الاختلاط، حيث نبدأ مثلا بعمل ندوات ولقاءات روحية حول موضوعات شيقة فيها يتشارك الجنسان بالحوار، ويستمع كل منهما إلى رأي الطرف الآخر، وبالتالي يشعر الطرفان تدريجياً بأن الجنس الاخر ليس غريباً عنه، وبأنهما معا على الطريق .. كما ينبغي أن يكون ذلك مصحوباً بتوعية كل من الجنسين بشكل منفرد عن تصحيح الرؤية للجنس الآخر، وكيف يسر الله أن يرى البشر رجالاً ونساء في تفاعل بناء نقي، من خلاله تنمو الحياة وتتجدد.