قد يظن البعض أن أثار الإدمان معظمها صحية (جسدية) أو نفسية أو إجتماعية… ولكن يجب أن نعلم أن للإدمان أثاراً روحية خطيرة سوف نتكلم عنها:
1- الأدمان يفسد هيكل الله المقدس :
“أما تعلمون أنكم هياكل الله وروح الله يسكن فيكم؟ أن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله لأن هيكل الله مقدس الذى أنتم هو” (1كو 16:3).
هل يعقل أن أخذ أعضاء المسيح وأسلمها للفساد والإدمان؟ هل يعقل أن نأخذ ذاك الذى نزل المسيح لكى يفتديه ويصلب لأجله وأدمن..؟ الجوهرة التى اشتراها المسيح بدمه لكى لا يهلكها ولكى يعيد إليها بريقها.. هل يعقل أن تبيعها بالتراب مفسداً إياها مع الأردياء؟
وبعد ذلك فماذا ستنتفع؟ ماذا ستنتفع بعد أن تخسر نفسك وتهلكها وماذا يساويها بعد ذلك من كنوز الدنيا… لا شئ.
2-الأدمان يتسلط عليك كسيد قاس :
“لا يستطيع أحد أن يعبد سيدين” إن استعباد الإنسان لهذا السيد الدخيل.. القاسى سوف يلقى تلقائياً تبعيته على ذلك السيد المحب.. الأب الحنون.. فادى البشرية.. لقد تحدث بولس الرسول عن ما يحل لى وما لا يحل لى كإبن لله فيقول: “كل الأشياء تحل لى ولكن ليس كل الأشياء توافق” (1كو 23:10)، “كل الأشياء تحل لى ولكن لا يتسلط على شئ” (1كو 12:6).
فكيف إذن يسلم الإنسان نفسه لهذا السيد القاسى ثم يستطيع بعد ذلك أن يتبع المسيح بعد أن يكون قد فقد حريته وإرادته التى منحها له السيد المسيح “إن حرركم الابن فبالحقيقة تصيرون أحراراً” (يو 36:8).
3- الأدمان ينقل الشباب إلى مجموعة من الخطايا البشعة :
إن إنخراط الشباب فى دائرة الخطية يجلب عليه الكثير من الشرور. فكثيراً من الأحيان لا يجد المدمن المال الكافى لشراء المخدر.. فماذا يفعل.. سوف يضغط على نفسه مرة ومرات.. ولكنه بإدمانه قد أوقع نفسه تحت سطوة سيد قاس بالضغط عليه إلى أبعد مما يتصور.. فماذا يفعل الشاب.. إزاء هذه الضغوط.
سيندفع نحو السرقة ليوفر ما يلزمه من المال لشراء المخدر الباهظ الثمن.
سيندفع نحو الكذب والمكر والدهاء للوصول إلى أغراضه.
سيندفع نحو الجريمة بكل أشكالها بحثاً عن التخلص من مظاهر نقص كمية المخدر فى جسمه.. هذا بالإضافة إلى سلوكياته التى ستتصف بالجبن.. والخوف من العقاب أو من ضبطه متلبساً بتعاطى المخدرات وحيازتها.. أو بسبب رعبه من المستقبل المظلم الذى ينتظره.
4- الأدمان يؤدى إلى الأحساس بالهزيمة والضياع :
ما أبغض وما أقسى على الإنسان أن يشعر بالهزيمة. وما أصعب على الإنسان أن يشعر أنه لا يملك القدرة على التحكم فى حواسه وطاقاته أو حتى جسده.
حقاً أنه صعب جداً على الإنسان أن يشعر بأنه قد صار فريسة للإحساس بالفشل.
ولأن الإنسان يعرف أن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح لذلك فمن المتوقع أن يشعر المدمن أن يد الرب قد تخلت عنه وأن الله قد أسلمه إلى “ذهن مرفوض” ومن هنا يأتى الإحساس بالضياع خاصة وأنه سيواجه بإدمانه الإحساس بالعجز شبه الشامل.. فى عمله.. فى تفكيره.. فى القدرة على التركيز.. فى ذاكرته.. فى جسده الهزيل.. فى الأمور الجنسية.
ليت المسيح يرحمنا من هذا الشعور البغيض القاتل والإحساس بصغر النفس.
5- الأدمان يؤدى إلى تأجيل التوبة والهروب منها :
ترى ماذا يدفع الإنسان إلى التوبة؟ أليس إحساسه بالخطية التى أغضبت إلهه؟ وعزمه على القيام والنهوض والرجوع إلى الله..؟
ولكن أن كانت العزيمة قد خارت وتملكه شعور بالهزيمة والضياع.. فماذا يكون أمامه إلا أن يهرب من التوبة.. ويؤجلها.. لذلك فأننا نلاحظ أنه من الصعب على المدمن أن يعيش حياة التوبة لعدة أسباب منها:
+ عدم القدرة على مواجهة نفسه ومواجهة الخطية. + كثرة الخطايا الفرعية وإغراقه فى المشاكل.
+ الإحساس بالهزيمة وضعف العزيمة… بل اليأس المتسلط عليه. + روح الإستهتار واللامبالاة التى تتملك عليه.
+ الإرتباط بمجموعة الأشرار شركائه فى السلوك الردىء والتفافهم حوله.
6- الأدمان يفقده الملكوت :
وهذا هو نهاية المطاف.. فبعد أن خسر المدمن العالم كله.. خسر نفسه.. بعد أن خسر طاقته وصحته وحواسه وعائلته وأقاربه ومجتمعه ووطنه.. أصبح يواجه الخسارة العظمى التى لا تدانيها خسارة أخرى.. ألا وهى خسارة ملكوته وإكليله.
فماذا قد إنتفع.. لقد سلم نفسه للهلاك والتدمير.
وبعد.. أخى الشاب.. هل عرفت الحقيقة؟
نطلب من المسيح أن يرحمنا ويحمينا من الوقوع فريسة للشر والأشرار.