التسبيح
التسبيح يتميز عن الصلاة فى أمرين وهما :
1- التسبيح لابد أن يكون مصحوب بنغمة له موسيقى .
2- التسبيح خالى من الطلب فهو مدح لله أما فى الصلاة نطلب من الله .
لذلك فالتسبيح هو أسمى أنواع الصلوات لأنه خالى من الطلب … إنما جلسة حب وهو بدأ مع بداية الكنيسة منذ بدايتها … ورثناه عن اليهود .. بدأت خدمة اليهود أساساً بذبائح أيام موسى النبى … وفى عهد داود النبى تأسست التسابيح والمزامير .. فذبيحة التسبيح أكثر سمواً من الذبائح الدموية .. “أسبح لله حمداً وأوف للعلى نذورك” (مز14:50) .
بعد خراب الهيكل وحدث السبى ثم رد الرب سبيهم فى عهد عزرا ونحميا انتظمت عملية التسابيح “فأقام فرقتين من الحمادين” شبيه بفرقتى قبلى وبحرى بالكنيسة .
وأشعياء النبى رأى هذا المنظر فى السماء .. حيث الملائكة يتبادلون التسبحة .. ورثت الكنيسة المسيحية هذا التراث الفكرى والممارسى الذى كان موجود فى اليهودية . حيث أن الكنيسة المسيحية بدأت كأنها شيعة يهودية وكان اليهود والرومان ينظرون للمسحيين على أنهم أحد الطوائف اليهودية وخاصة أن اليهود في ذلك الوقت كانوا طوائف متعددة (الفريسيون والصدوقيون والهيرودسيين … الخ) فكان من ضمنهم مجموعة الناصريين الذين كانوا أتباع الناصرى وكانوا يجتمعون فى البداية فى الهيكل فى رواق سليمان … الرسل مع المسيحيين .. وكانوا يشاركون اليهود في صلواتهم وتسابيحهم بدليل “صعد بطرس ويوحنا نحو الساعة التاسعة إلى الهيكل حيث كان المقعد” (أع 1:3) .
اليهود الأتقياء الذين صاروا مسيحيين كانوا يجدون أنه ليس هناك فرق حيث أن المسيح جاء وتنتهى الذبائح الدموية – ولكن العلاقة مع الله زادت ويمارسون ذبائح التسابيح والمزامير … بعد أن طردوا من الهيكل حملوا معهم هذا التراث وأخذوا يجتمعوا فى البيوت يسبحون ويصلون .. ويقيمون الأفخارستيا في أول الأسبوع يوم الأحد …
انتشرت هذه التسابيح مع الرسل إلى الأماكن التى كرزوا بها وأسسوها .. الكنيسة فى العصور الأولى حتى عهد قسطنطين الملك كانت فى حالة حرب دائمة .. كان الوثنيون واليهود ضد الكنيسة .. كان عصر الاستشهاد .. قد ينال شخص سر المعمودية اليوم ويستشهد غداً .. وآخر يرسم اليوم أسقفاً وغداً يستشهد فكان كل الوقت مبذول فى الكرازة والشهادة للمسيح والدولة فى حالة حرب .. والأوضاع غير مستقرة .. وموت … إلى أن استقرت الأمور وانتهى عصر الاستشهاد وبدأت الكنائس تبنى فى هيئة كاتدرائيات كبرى في عهد الملك قسطنطين وحيث أن الإمبراطور نفسه مسيحى فهذا سهل أكثر انتشارا المسيحية بهدوء وبدون جهد مبذول من الكنيسة للكرازة …
وبدون جهد مبذول فى الدفاع عن الإيمان بالوقوف فى المحاكم ومضيعة الوقت بالسجون ، فصار الوقت متوفر للكنيسة … بالإضافة إلى ذلك … نشأت الرهبنة .. (الذين تركوا بيوتهم وذهبوا للبرية للصلاة متفرغين للعبادة والتسبيح) …
ومن هنا بدأت تنشأ الألحان الطويلة والتسابيح الطويلة ..
بدأوا يستخدموا التسابيح المكتوبة فى الكتاب المقدس ، لذلك نجد فى الأجابى القديمة بالكنيسة مكتوب فى نهايتها مجموعة تسابيح من الكتاب المقدس مثل : تسبحة حنة النبية – تسبحة مريم العذراء …
وفى ليلة أبوغلمسيس مجموعة من التسابيح …
أحد الآباء يجمع من الكتاب المقدس كل ما يجده يصلح للتسابيح ويكتبه فى مخطوطة فتكونت مجموعة تسابيح كتابية .
هناك نصوص كتابية تصلح لهذا الغرض مثل : أنشودة دبورة – سفر المزامير – سفر النشيد … بعض أجزاء من أشعياء النبى .. بعد أجزاء للقديس بولس الرسول .. فكان الآباء يجمعون هذه التسابيح ليستخدموها فى سهراتهم الروحية …
يجلس الراهب أرضاً فى قليته منفرداً وأمامه المخطوطة يهز (يردد الكلام) بنغمة هادية ورتم شبيه برتم القداس يردده بتذوق لمعانى الكلمات .
بعد أن تكونت جماعات رهبانية كان لابد أن تنظم العبادة وعلى هذا الأساس ترتبت التسبحة التى نسبح بها اليوم وهى نظامها كالآتى :
1- تبدأ التسبحة بثلاث خدمات صلاة نصف الليل رمز للثلاث صلوات التى صلاها السيد المسيح في بستان جثيمانى …
أما 7 صلوات النهار كقول داود النبى “سبع مرات بالنهار سبحتك على أحكام عدلك” السهر بالليل هو علامة استعداد للاستقبال السيد المسيح … لأن الكنيسة ترسخ في ذهنها أن المسيح سيأتى فى نصف الليل بحسب قوله المتكرر … لذلك أيضاً كان إنجيل الخمس عذارى الحكيمات هو إنجيل صلاة أو خدمة من صلاة نصف الليل (مت 1:25-13) ، إنجيل الخدمة الثانية إشارة لاستقبال المسيح بالتوبة “المرأة التى سكبت الطيب” (لو35:7-10) ، وهنا إذ أننا ساهرين تائبين يمكننا أن نتمتع بوعد إنجيل الخدمة الخدمة الثالثة القائل “لا تخف أيها القطيع الصغير فإن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت” (لو32:12-46) .
2- نقول “تينثينو” وكأن الملائكة ينهضوا البشر للتسبيح فنقول “قوموا يا بنى النور لتسبيح رب القوات” بلحن بديع ومنشط يجعل الإنسان يقبل على التسبحة بقلب نشط .
كلمات لحن تينثينو توضح القيمة اللاهوتية المزخورة فى التسبيح :
عندما نسبح ينعم علينا بخلاص نفوسنا .
وإننا بإمكانياتنا الخاصة لا نستطيع أن نسبح لذلك نقول له “يارب افتح شفتى فيخبر فمى بتسبيحك” …
وأيضاً بإمكانياتنا الخاصة لا نستطيع الوقوف أمام الله “عندما نقف أمامك جسدياً إنزع عن عقولنا نوم الغفلة وأعطنا يارب يقظة لكى نفهم كيف نقف أمامك وقت الصلاة” …
هنا الكنيسة تسكب كل فكرها اللاهوتى من حيث الجهاد والنعمة مصبوباً فى صلاة .
3- الهوس الأول : هو تسبحة العبور (البصخة) (المعمودية) . “جميعهم اعتمدوا لموسى فى البحر” (1كو2:10) .
فى سفر الرؤيا “الغالبين والمنتصرين فى السماء يسبحون تسبحة موسى والخروف” نحن نستعير هذه التسبحة لأنها هى بداية ورأس خلاصنا ..
كل من يقول تسبحة موسى هذه فهو يمجد خلاص المعمودية وخلاص لله …
عبور البحر الأحمر فى العهد القديم يعتبر أعظم حدث فى التاريخ مر باليهود يتغنون به لذلك عيد الفصح هو أعظم عيد … وعليه ترتبت السنة الطقسية .. وأحاديث الأنبياء لا تخلو من هذا الحدث فيقولون “الذى أخرجنا بذراع عالية”.
وكذلك فى المسيحية فالمعمودية هى الحدث الأعظم فى حياتنا وهى أصل كل نعمة نحن فيها إلى منتهى الأيام .. لذلك تكون الكنيسة كأنها تقول لم نستطع أن نبدأ التسبيح إلا إذا دخلنا في المعمودية التسبحة هى رحلة إلى السماء وشرح لطريق الملكوت الذى يبدأ بالمعمودية .
4- ونحن خارجين من البحر الأحمر واليهود فرحين وتقودهم مريم النبية .. نتمسك بمريم العذراء القديسة والدة الإله، وبالدف نقول شيرى نى ماريا الحمامة الحسنة. فتقود مريم العذراء فرقة التسبيح فى الكنيسة .. عدا يوم الأحد تقال متأخرة لأنها تقال مصحوبة بالثيئوطوكية الطويلة …
5- التسبيح فيما بعد العبور (الهوس الثانى) : وفيه نشكر ربنا على رحمته وعبورنا من عبودية الخطية إلى حرية مجد أولاد الله :
وعبرنا من العبودية إلى التبنى ..
وعبرنا من أرض الخطية إلى أرض الميعاد حيث السماء الجديدة ..
ونسبحه لأنه جعلنا شعباً له .
روحياً : فنحن بعد المعمودية نحيا في فرحة المسيحية والاستنارة لذلك نزف الطفل فى الكنيسة بعد أن ينال سر المعمودية .
لحن مارين أو أوانه (لبش الهوس الثانى) فهو لحن زف يقال أيضاً فى ليلة أبو غلمسيس ويقال فى زف أجساد القديسين .
وهذه زفة ما بعد الاستنارة .
6- الهوس الثالث : ندخل إليه دخول إلى أتون النار حيث الفتية الثلاثة فكنيستنا ليست زف وتسابيح فقط إنما هناك أتون النار أيضاً حيث أن ابن الله يظهر ويتجلى ..
يظن البعض أننا مسيحيون تحيا بلا تجربة أو ألم .. ولكن الثلاثة فتية يعلمونا أننا ندخل أتون النار ولكن هناك المسيح مرافق لنا .. يدخل معنا هناك ويفك قيودنا ويتمشى معنا كما فعل مع الفتية الثلاثة …
لابد أن ندخل التجارب بقلب قوى لأن المسيح لابد أن يكون معنا مستعلن .. لذلك يختم الهوس الثالث بثلاثة ألحان قوية تشعرنا أننى في حالة تجلى مع المسيح بالسماء – إبصالية الثلاثة فتية (إريبسالين) .. إبصالية حديثة مؤلفها المعلم سركيس .. وهو معلم رومى .. لذلك لغتها القبطية ضعيفة بعض الشئ .. وفى الكتب القديمة مكتوب أنها تقال فى كيهك فقط .. ولكن نحن نقولها كل يوم .
تين أووه إنثوك لبش الهوس الثالث نريد أن نقول لله أنه كما أن الفتية الثلاث تبعوك فلم تتركهم هكذا نحن نتبعك يا الله فلا تحذنا .
7- المجمع : حيث أن المسيح تجلى وسط النار يرتفع ذهننا نحو القديسين بعكس الفكر البروتستانتى الذى يعتبر أن القديسين عائق …
الفكر الأرثوذكسى هو أننا عندما نرى المسيح نريد يتجلى معه القديسون لأن المسيح حتى فى مجيئه الثانى سوف يأتى ومعه سحابة من الشهود الذين هم القديسين … “سبحوا الله فى جميع قديسيه” … فالقديسون ليس غرباء عنه بل أعضاء فى جسده نحن لا نستطيع أن نستوعب المسيح بدون قديسين إلا هو كان لم يتجسد بعد … ونبقى مازلنا نفكر فى الله لمجرد الغير مرتبط بالناس .
التجسد يجعلنا نؤمن بالجسد والجسد هو جماعة القديسين لذلك نقول عادة المجمع بعد الهوس الثالث .
المجمع الخاص بالتسبحة : يتميز عن مجمع القداس لأنه يشمل كل القديسين بما فيهم السمائيين .
مجمع التسبحة هو مجمع شامل للأرثوذكس وغيرهم الذين استشهدوا من غير الأرثوذكس .
ملحوظة :
أما مجمع القداس فهو يذكر القديسين الذين تميزوا بالإيمان الأرثوذكسى فقط كلمة (أرثوذكس) مقابلها (هرطوقى) .
فذكر الآباء الأرثوذكس في القداس الإلهى ليس تعصباً إنما تأكيداً أنه كان مستقيماً فى إيمانه وليس هرطوقى، ولذلك نصلى فى القداس قائلين أذكر يارب آباؤنا الأرثوذكس فى تحليل الخدام يذكر أسماء الآباء الكهنة الذين لهم سلطان لإعطاء التحليل لذلك لم يذكر أسم العذراء مريم … أو القديس اسطفانوس … أو الأبناء أنطونيوس …
وينتهى بذكر البابا والأسقف وفم حقارتى (الكاهن المصلى) …
بالنسبة لمجمع التسبحة فهو مكون من 72 ربع كل واحد منهم به مجموعة قديسين يبدأ بالعذراء مريم والده الإله وينتهى بقداسة البابا والأسقف ..
فى كل ربع نتوسل إلى القديس أن يطلب من أجلنا لكى يغفر لنا الرب خطايانا …
هذا المجمع له قوة استجلاب رحمة ربنا وغفران الخطايا بواسطة توسل القديسين فلابد من يصلبه بأمانة قلب وتذلل لابد أن يحصل على مغفرة خطاياه ..
8- ذكصولوجيات التسبيح للقديسين : إذ أننا حصلنا على الغفران نصير ممنونين للقديسين فنقول لهم ذكصولجيات التسبيح والتمجيد فنشكرهم على مساهمتهم الرائعة في طلب الغفران …
ذكصولجيات = (ذكصا = مجد – أولجى = كلمة أى كلمة تمجيد) ، كان قديماً هنا تنتهى التسبحة وينصرفوا يستريحوا قليلاً ثم يعودوا يصلون صلاة تسمى صلاة السحر التى هى الثلاثة مزامير الخاص بالهوس الرابع ..
كانت الأجبية بالنسبة للراهب قديماً لابد أن يصلى المائة وخمسون مزمور ومازال هذا المزمور يمارسه المتوحدون يقسمون المائة وخمسون مزموراً على عشرة صلوات (7نهاراً + 3 ليلاً) والمزمور المائة والثامن عشر يصلون به صلاة نصف الليل ويختموا التسابيح بالثلاثة مزامير الأخيرة وهذا شبيه بنظام ليلة أو غلمسيس ثم يصلوا صلاة باكر .
لاحظ الآباء أن هناك رهبان مبتدئين لا يعودون لتكملة الصلاة بعد انصرافهم لفترة الراحة ويستيقظوا متأخرين بعد انتهاء بقية التسبحة لذلك ضموا صلاة السحر إلى صلاة نصف الليل ويكون الانصراف بعدها .. هذا مما جعل الهوس الرابع بعد الذكصولجيات .
9- الإبصاليات : يقال فيها أسم يسوع في كل ربع كتدريب وضعه الرهبان وخاصة في يوم السبت والأحد، بقية أيام الأسبوع ففيها شرح للقيمة اللاهوتية من ترديد أسم يسوع مثلما نقول “كل من يقول يا ربى يسوع المسيح كمن بيده سيف يصرع العدو” ..
فى المناسبات تقال إبصاليات مركزة على المناسبة كنوع من الإلحاح الذهنى لتثبت المناسبة فى ذهن وقلب المصلى ..
فمثلاً :
فى القيامة : نردد فى كل ربع قائلين: إخرستوسى آنيستى إك نيكرون ..
فى الميلاد : نردد في كل ربع قائلين :فى إيتاف ماثف خين فيثليئيم ..
ذكصولوجية القديس : نردد فى كل ربع قائلين: إثؤواب آفا (أسم القديس) .
وبذلك يركز المصلى فى هذا الحدث … فهو فى الأيام كلها يركز على اسم يسوع وفى المناسبات يذكر المناسبة فى ذهنه وقلبه .
10- الثيؤطوكية : وضعت في عصر مجمع أفسس عندما إجتمعت الكنيسة لكى تتناقش فى قانونية المصطلح “ثيؤطوكس” والذى أثار المشكلة نسطور عندما قال أن العذراء نسميها “خرستوطوكس” ولا يمكن نسميها “ثيؤطوكس” وعلل كلامه قائلاً : لأن العذراء هى الأم وهى أصل الطفل لذلك فهى أم الله وهذا كفر لأن العذراء ليست أصل الله إلا فكانت إله وأنحرف وراءه بعض الناس .
أما الأرثوذكس فرفضوا هذا الفكر وبرهنوا أن ما استلموه من الآباء أنها العذراء هى والدة الإله هى الثيؤطوكس واجتمعوا فى مجمع أفسس 200 أسقف برئاسية القديس كيرلس عمود الدين وتناقشوا في هذا الأمر وأثبتوا خطأ نسطور .. والآن يوجد الأشوريين يعتقدون فى فكر نسطور ويطلبون صلواته …
بدعة نسطور : فصل المسيح إلى طبيعيتين منفصلتين تماماً فهو يعتقد أن العذراء لم تلد إلا المسيح الإنسان وهذا يلغى التجسد تماماً .. إن كانت العذراء ولدت الإنسان العادى … وما حدث هو أن اللاهوت تصاحب مع الناسوت وهذا لا يختلف عن إبراهيم وموسى وغيرهم لأن الله كان مرافقهم (كأنه نبى من ضمن الأنبياء وكان الله معه) …
أما الفكر الأرثوذكسى هو التجسد حيث “اتحاد كامل بين اللاهوت والناسوت ولا يمكن فصل الطبيعيتين من بعد أو قبل الآحاد” من أقوال القديس كيرلس …
إذن العذراء ولدت شخص واحد اسمه الله الكلمة المتجسد إذن هى والدة الإله هى الثيؤطوكس وبذلك أدخلتنا فى قرابة مع الله .
11- العظات : القديس كيرلس كان في مجمع أفسس أيضاً يعطى هو بقية عظات إذا وجدت تعبيرات مشتركة فى العظات وفى الثيؤطوكيات تشرح لاهوت التجسد فكتبها هو أو غيره بتعبيرات رائعة عميقة وبسيطة مثل تعبير “أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له” فهو تعبير بسيط يشرح لاهوت التجسد … فعندما نردد هذه التعبيرات اللاهوتية خلال الثيؤطوكيات نصير لاهوتين إذ لدينا هذا الزخر اللاهوتى …
فهنا يضع الثيؤطوكية بعد الأبصالية التى تذكر أسم يسوع دائماً كأنه يسأل “هل ترون يسوع؟ فنجيبه نعم – فيتسائل وكيف ؟ فنجيبه لأنه تجسد .. فهذا الترتيب منطقى ..
ثم ننتقل إلى المجئ الثانى ..
12- ختام الثيئوطوكيات : يا ربنا يسوع المسيح حامل خطية العالم عند ظهورك الثانى هنا تنقلنا الكنيسة للمجئ الثانى لكى تحتفل به قبل أن يحدث برهاناً على أن الكنيسة فوق الزمان وأن المسيح حاضر فيهلا وأن مجيئه الثانى ليس حدث ننتظره إنما هو حادث فينا “ها ملكوت الله داخلكم” (لو21:17) .
13- الطلبة الختامية :
أولاً : طرق التسبيح :
1- التسبيح المنفرد : وهذه يناسبها الهوس الأول إذ أن الذى يسبح واحد فقط والناس تسمعه ..
2- طريقة المردات : طريقة الهوس الثانى الذى يسبح واحد ويرد عليه الباقون قائلين : “جى بيف ناى شوب شا إينيه” … وهذه الطريقة ذكرت عرضاَ فى قصة عن القديس أثناسيوس الرسولى :
جاء الجنود الهراطقة الآريوسيين وتجمهرا حول الكنيسة التى كان يسهر فيها القديس أثناسيوس مع الشعب للتسبيح .. فلما رآهم القديس أعطى إشارة للشماس أن يكمل تسبحته .. فسقراط الذى يحكى هذه القصة قال الشماس كان يقول التسبحة التى مردها (جى بيف ناى شوب شا إينيه) .. وهذا معناه أنها الهوس الثانى كان مستخدم من أيام القديس أثناسيوس …
وعندما بدأ الشعب يخرج من الكنيسة المحاطة بالجنود خرج من بينهم القديس أثُناسيوس دون أن يقبض عليه الجنود ثم سافر إلى روما .
من هذه القصة نستنتج أن هذا نظام التسبحة فى ذلك العصر …
وأن الاكليروس ليس لهم زى مميز لذلك خرج أثناسيوس مع بقية الشعب دون أن يقبض عليه الجنود .
قصة أخرى :
عندما كان القديس أثناسيوس بداخل سفينة بالنيل وأقترب منه الهراطقة يسألونه عن أثناسيوس دون أن يعرفونه فقال لهم أنه ليس بعيد عنكم. “فهذا دليل على أنه ملابسه لم تكن زى مميزة” … فظنوا أنه سبقهم فتركوه ليبحثوا عن أثناسيوس وكانت فرصة للتخلص منهم .
1- طريقة المرابعة (الأنتيفونا) : خورس يجيب خورس آخر .. أو واحد أمام واحد .
2- طريقة شبيهة بطريقة الهوس الكبير: وهى أنه واحد يسبح والباقون يرددون عليه .
ثانياً النغمات :
تألفت الألحان الطويلة مع عصر الرهبنة والكنيسة القبطية استعارت كثيراً من الألحان الفرعونية .. بالإضافة إلى أن آباء البرية الموهوبين وضعوا الحان كثيرة للكنيسة .. بالهام الروح القدس ..
بعض الألحان فقدت وبعضها موجود …
قصة :
شماس كان يؤدى لحن طويل شبيه بلحن (كى إى برتو) بالكنيسة فأوقفه القديس أثناسيوس عن تكملة اللحن بهذه الطريقة المطولة خوفاً من ملل الشعب مفضلاً أن يقول المزمور بنغمة سريعة وكلمات واضحة – ومن هذه القصة نستنتج أنه هو الذى وضع نغمة الهوس الكبير (الربع الأول فقط يقال باللحن الطويل) بعد أن كان يقال كله بنغمة طويلة صار الربع الأول فقط أما بقيته بطريقة سريعة وكلمات واضحة تجعل الناس تنجذب بنشاط وتركيز فيه .
وبذلك فالقديس أثناسيوس الرسولى كان له إسهاماته فى الطقس الكنسى وفى النغمات فهو كان إنسان موهوب .
س : ماهو اللحن الأدريبى ؟
ج : أدريب هو لحن (كى إى برتو) لفظاً البعض يقول أنه نشأ فى منطقة أتريب جهة بنها .
رأى آخر كلمة (إتريبى) تعنى حزن فى اللغة القبطية أى اللحن الحزين .