قال الرب : “إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون” (لو13: 3) … إذن التوبة طريق الحياة
ينادى الرسول بولس الانسان الغارق فى الخطية قائلاً : “اسْتَيْقِظْ أَيُّهَا النَّائِمُ وَقُمْ مِنَ الأَمْوَاتِ فَيُضِيءَ لَكَ الْمَسِيحُ” (أف5: 14).
ولاشك أن الإنسان الغارق فى خطاياه، هو فى حكم الميت، ويحيا فى قبر من قبور الخطية.
ولعلنا نذكر بنى اسرائيل حينما اشتهوا أكل اللحم، وأعطاهم الرب السلوى بكميات وفيرة، ثم غضب عليهم وأمات الكثيرين منهم، ودفنوا فى مكان دعى: “قبروت هتاوه” أى “قبور الشهوة”.
وهل هناك قبور أكثر، وهل أخطر من قبور الشهوة…
شهوة الجسد موت! وشهوة العيون موت! وتعظم المعيشة موت!
والمتنعمة ماتت وهى حية! (1تى5: 6). واهتمام الجسد موت! (رو8: 6). ومحبة العالم موت!
وطوبى لمن نفض عنه أكفان الشهوة، وانتفض تاركًا قبور الخطية، وانطلق نحو ملكوت الحياة، وحياة الملكوت!
طوبى للشاب الذى تعرف على الرب يسوع، ووجد فيه حياته الحقيقية!
طوبى للشابة التى رأت فى الرب عريسًا قلبيًا روحانيا، يتسامى فوق كل ريس!
طوبى للإنسان الذى لم تخدعه شهوات هذا الدهر، ولم تحسبه قبور هذا الزمان!
+ “فَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ” (1يو2: 17).
+ “وَالشَّهْوَةُ تَبْطُلُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ ذَاهِبٌ إِلَى بَيْتِهِ الأَبَدِيِّ” (جا12: 5).
+ “مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ” (مت16: 26).
فهل بدأت ياأخى الشاب طريق التوبة؟ هل نفضت عنك شهوات هذا الزمان الخانقة؟ هل تذكر كلمات الرب يسوع أن هذه الشهوات الجسدية والمادية هى كالشوك الذى يخنق منك الكلمة؟
تعال إلى الرب … تعال إلى جلسة هادئة عند قدميه … سوف لن يتركك عند قدميه …
سوف يضمك إلى صدره … بل سوف يدخل بك إلى جنبه المطعون … لتلمس هناك حبه الحقيقى …
وتتعرف على جراحاته الحانية … وتغترف من دمه الكريم … ما يكفى لتطهيرك من كل خطية …
الدخول إلى شعب الله :
إن توبتك يا أخى الشاب، سوف تدخل بك إلى زمرة شعب الله، لتصير من “َأَهْلِ بَيتِ اللهِ” (أف2: 19)، أى امتياز أعظم من هذا ؟!
أن يصير المسيح أبًا لك! وأن تصير الكنيسة أمًا لك!
وأن يصير القديسون والمؤمنون إخوة لك!
أن تصير نفسك “عَذْرَاءَ عَفِيفَةً لِلْمَسِيحِ” (2كو11: 12).
أن ينتزعك الرب من الزيتونة البرية، لتصير غصنًا حيًا فى الكرمة الحقيقية!!
+ بالمعمودية … انتزعت !! + وبالميرون … ثُبتّ !! + وبالتناول … اتحدت !!
وفى سفر حزقيال النبى، نجد أنشودة جميلة، توضح كيف نصير نحن البعيدين قريبين، ونحن الموتى أحياء، وورثة للملكوت !
يحكى حزقيال النبى عن “طفلة مولودة حديثًا، أَبُوها أَمُورِيٌّ وَأُمُّها حِثِّيَّةٌ. لَمْ تُقْطَعْ سُرَّتُها يوم الولادة, وَلَمْ يغْسَلِها أحد بِالْمَاءِ ، ولم يغسلها أحد بالماء، ولا قام أحد بتنظيفها، ولم يقمطها أحد ولو بخرق بالية، لم تشفق عليها عين، ولم يهتم بها أحد، بل طرحت هكذا فى الحقل مكروهة، تنتظر الموت” (حز16: 3-5)
إنها أنا وأنت !!
فنحن كنا متغربين عن شعب الله !!
وولدنا محكوم علينا بالموت !!
وطرحنا فى العالم المتدنس، ننتظر نهايتنا المحتومة !!
دمنا ينزف … مع كل خطيئة !!
وحياتنا تتسرب منا … مع طلعة كل يوم جديد !!
ولم يكن لنا من يهتم بنا أو ينقذنا !! (يتبع)