الشباب والعادات (ب) – نيافة الأنبا موسى

الرئيسية / الشباب والعادات (ب) – نيافة الأنبا موسى

الشخصية الإنسانية هى مجموعة عادات تمشى على قدمين!! و الفكر هو بداية كل شئ، وهناك قول شهير:

ازرع فكراً… تحصد عملاً..                      ازرع عملاً…تحصد عادة..

ازرع عادة… تحصد خلقاً..                      ازرع خلقاً… تحصد مصيراً..

موقع العادة فى الكيان الانسانى:

نرجو أن نذكر القارئ العزيز بأن العادة هى جزء من الكيان النفسى للإنسان، الذى يتكون أساسا من قسمين: الأول موروث : وهو الغرائز والحاجات النفسية، والثانى مكتسب : ونقصد به العادات والعواطف والاتجاهات.

العادات – إذن – هى جزء من الجهاز النفسى للإنسان. ولكن نفس الإنسان، يجب أن تكون خاضعة لثلاثة قوى، حتى تتكون لدينا عادات سليمة إيجابية وبناءة

وهذه القوى الثلاثة هى :

1- قوة العقل : وهى قوة محدودة، ويمكن أن تخطئ، ولكنها عموما قادرة على التمييز بين الصالح والضار، فإذا ما وردت فكرة على ذهن الإنسان كأن يتعلم التدخين، أو يشرب خمراً، أو يأخذ مخدرات، أو يمارس نجاسات، سرعان ما ينبرى له الفكر قائلاً: هذا خطأ قبل أن يكون خطيئة!! هذا دمار لجسدك كما هو دمار لروحك… بل الأخطر أنه دمار لمصيرك الأبدى!! فالتدخين يسبب أمراض القلب وسرطان الرئة. والخمر تسبب أمراض الكلى وسرطان الكبد. والمخدرات تحدث تآكلا وضموراً فى المخ، وتحوّل الإنسان إلى حطام!! والنجاسة تحدث الكثير من الأمراض وأخطرها الايدز!!

يجب إذن أن يعرض الإنسان كل فكرة أو شهوة أو نداء من الداخل أو الخارج، مثل دعوة من صديق، أو إيحاء من عدو الخير… يعرض كل هذا على العقل، وسوف يكون للعقل كلمته الهامة فى الكثير من الأمور.

2- قوة الروح الإنسانية : فهى دائماً تشتهى ضد الجسد، والجسد يشتهى ضدها… ومن هنا يكون للروح كلمة هامة أيضاً فى قيادة الفكر، وتوجيه الإرادة، وضبط السلوك اليومى. الروح هى العنصر الإلهى فينا، ولذلك فهى تميل إلى البر والقداسة، وهى متصلة بالضمير، ذلك الصوت القادم إلينا من الله، والمغروس فى طبيعتنا، ليهدينا إلى الخير، ويبعدنا عن الشر.

لكن الروح الإنسانية محدودة، وقابلة للتلوث. لهذا فنحن نصلى دائما إلى الله طالبين منه أن “يطهرنا من دنس الجسد والنفس والروح”… ومهما كانت تأثيرات الروح الإنسانية والضمير علينا، فهناك حدود لهذه التأثيرات، التى يمكن أن تنهزم أمام سطوة الجسد ، وغواية ابليس!!

3- قوة روح الله : من هنا كانت قوة روح الله هى الضمان الوحيد والنهائى لحياتنا وسلوكنا وأبديتنا. ذلك لأن روح الله: قدوس، وغير محدود، وفاعل فى البشر. الروح القدس هو الذى:

+ يبكتنا… على كل خطية…                           + يرشدنا… إلى طريق الخلاص…

+ يطهرنا… من أدناسنا وآثامنا…             + يعزينا… فى كل آلامنا وأحزاننا…

+ يقدسنا… إذ يخصصنا هيكلا للرب…       + يثمر فينا… بثماره المفرحة (غل 22:5)…

+ يعطينا مواهب… لنخدم اسمه القدوس

من هنا يجب أن تكون أفكارنا وميولنا وعاداتنا، خاضعة :

1- للتفكير السليم المدروس، المستعين بإرشاد أب الاعتراف.

2- للصلاة وتوجيه الروح الإنسانية الساكنة فينا.

3- لطلب ارشاد روح الله… من خلال الصراخ بأمانة، والاجتهاد فى الإخلاص للرب ولمسيرة خلاصنا، والاستماع الأمين لإرشاد الأب الروحى.

لو فعلنا ذلك، فسوف نختار العادات الايجابية البناءة، ونرفض العادات السلبية الهدامة.

 

مشاركة المقال