الشباب والعولمة 2

الرئيسية / الشباب والعولمة 2

الشباب والعولمة 2

ما هى نظرة المسيحى للعالم؟looksee_l

يقول الكتاب المقدس:

 “لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التى فى العالم” (1يو 15:2).

 “هكذا أحب الله العالم،حتى بذل ابنه الوحيد” (يو 16:3).

 “كل ما فى العالم شهوة الجسد، وشهوة العيون، وتعظم المعيشة” (1يو 16:2).

 “هذه هى الغلبة التى تغلب العالم ايماننا” (1يو4:5).

 “من هو الذى يغلب العالم، إلا الذى يؤمن أن يسوع هو ابن الله” (1يو 5:5).

وهكذا تتحدد علاقتنا بالعالم من خلال ثلاثة أبعاد، وردت فى (يو17) حين قال لنا:

1- لستم من العالم (يو 19:15)… فالمؤمن نوع مختلف من البشر، فى طبيعته الجديدة، وفى سكنى الله فيه، وفى أفكاره ورؤيته للزمن والأبدية، وفى سلوكياته ومنهج حياته… إنه إنسان مختلف!!

2- ثم قال للآب السماوى: لا تأخذهم من العالم بل احفظهم من الشرير(يو 15:17)… أى إنه رغم هذا الخلاف الجذرى والجوهرى، بين أولاد الله وأولاد العالم، إلا أن السيد المسيح لا يريد من الأغلبية العظمى من أبنائه أن يتركوا العالم، حيث أن لهم رسالة فيه… لذلك أضاف الرب قائلاً:

3- أنا أرسلتهم إلى العالم (يو 18:17)… أى أنه قد صار لنا دور أساسى فى هذه الأرض، هو دور الحياة المقدسة التى تعلن المسيح، والبشارة بالخلاص الذى جهزه المسيح لكل البشر. ومن هذا المنظور الإلهى يستطيع شباب المستقبل، وإنسان القيامة أن يتعامل مع “العولمة” المعاصرة، أى: الحياة المقدسة + الخدمة الأمينة للرب.

كيف نتفاعل حسناً مع العولمة؟

إن أهم شعار ينبغى أن يرفعه الشباب فى مواجهة مستجدات العولمة وما فيها من شاشات فضائية، وحلقات انترنيت، وتداخلات انسانية، بالإضافة إلى ثورة المواصلات والاتصالات والاعلام، هو شعار: “امتحنوا كل شئ، تمسكوا بالحسن” .. او شعار “اختر الشئ البناء، وارفض الهدام”… وهذا يحتاج منا إلى أن نقتنى الإستنارة التى تساعدنا فى أن نفرز الغث من السمين، ثم نأخذ القوة الروحية التى ننفذ بها اختياراتنا البناءة ونرفض الأخرى الهدامة. وهذه القوة هى المذخرة لنا فى المسيح رب المجد، حيث أننا نؤمن بما يلى:

1-المسيح الحىّ… فمسيحنا – بعكس كل البشر والأنبياء والقديسين- حىّ، وسيظل حياً إلى الأبد… لهذا يمكن أن نجعله رفيق الحياة اليومية، وشريك كل فكرة وموضوع وقرار… فهو يسمعنى ويتحدث إلىّ… من خلال روحه العامل فينا، وكتابه المقدس، وإرشاد أب الاعتراف.

2- النعمة الالهية… إذ أن مسيحنا الحىّ يمنحنا نعمة إلهية، هى عمل روح الله فينا، وهذه النعمة تخلصنا من الخطيئة والضعف البشرى، وتدخل بنا إلى حياة القداسة والطهارة… “لأنه ظهرت نعمة الله، المخلصة لجميع الناس، معلمة إيانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية، ونعيش بالتعقل والبر والتقوى فى العالم الحاضر” (تى 11:2).

3- الافخارستيا: وهى ذبيحة الصليب، حين تمتد فى الزمن، ونقدمها على المذبح، لنتحد بجسد الرب ودمه الأقدسين،

كلما تناولنا من الأسرار المقدسة. إن كل أفخارستيا هى عرس إلهى، وحضور للمسيح، واتحاد بالرب، وبقديسيه، وببعضنا البعض، ودعوة إلى التبشير بموت الرب، والاعتراف بقيامته، وانتظار مجيئه الثانى.

4-الجسد الواحد… فالرب بصليبه وقيامته، أسس لنا الكنيسة التى تتكون من :

أ- الرأس… وهو الرب يسوع فى سماء السموات…    ب- القديسين الشفعاء عنا فى السماء…

ج- المؤمنين على الأرض… الذين نعيش بينهم فى الكنيسة.

وهكذا يشعر الإنسان المسيحى بأنه مسنود بقوة إلهية غير محدودة، وبشفاعة القديسين التوسلية، وبصلوات ومحبة أخوته المجاهدين معه فى هذه الأرض.

5- سكنى المسيح فينا… إذ أن الرب بعد أن غادر القبر اختار قلوبنا ليسكن فيها، كما يقول معلمنا بولس الرسول،

 “المسيح فيكم رجاء المجد” (كو 27:1).

 “أم لستم تعلمون أن المسيح هو فيكم إن لم تكونوا مرفوضين” (2كو 5:13).

 “اثبتوا فىّ وأنا فيكم” (يو 4:15).

 “من يأكل جسدى ويشرب دمى، يثبت فىّ وأنا فيه” (يو 56:6).

وهى سكنى تؤهلنا لعمل الله فينا، دون أن نتحول إلى آلهة، فسيظل الله هو الله والإنسان هو الإنسان، ولكن فى تفاعل وتناغم، حيث يتشرب الإنسان طاقات إلهية غير مخلوقة، ونعمة سمائية فائقة، تساعده فى اجتياز وادى الصعاب الأرضى، فيحيا حياة القداسة، ويثمر ثمار الخدمة.

نيافة الأنبا موسى

مشاركة المقال