العذراء وحياة التأمل – نيافة الأنبا موسى

الرئيسية / العذراء وحياة التأمل – نيافة الأنبا موسى

العذراء وحياة التأمل – نيافة الأنبا موسى

تحتفل الكنيسة بعيد صعود جسد السيدة العذراء القديسة مريم يوم الخميس القادم 16 مسرى، وهذا العيد يحمل إلينا الكثير من المعانى الروحية. وتقرأ لنا الكنيسة فى عشية عيد صعود جسدها الطاهر إنجيل مريم ومارثا (لو 39:10)، ومارثا التى كانت تهتم وتضطرب لأمور كثيرة أما مريم أختها فكانت جالسة عند قدمى يسوع “وكانت لهذه أخت تدعى مريم التى جلست عند قدمى يسوع وكانت تسمع كلامه” (لو 39:10) لتتعلم منه، وتتأمل فى كلام

فمرثا دائماً فى الكنيسة هى رمز حياة العمل والخدمة، أما مريم فهى رمز حياة التأمل والصلاة.

والحقيقة أن مريم أخت لعازر فى هذه الفضيلة كانت تقتدى بمريم أم النور، لأن السيدة العذراء كانت هى الأخرى نموذج لحياة التأمل والعبادة. فمنذ طفولتها المباركة، كانت فى الهيكل تتأمل وتتعبد وتصلى، وحتى بعدما كبرت فى السن وخرجت من الهيكل، وذهبت إلى بيت يوسف النجار كانت مصرة على حياة البتولية، التى تساندها بالتأمل والعبادة والشركة الحية مع الله. وحتى بعد أن حبلت بالرب يسوع، وبعد أن ولدت الطفل الإلهى.. يقول الكتاب عن القديسة العذراء: “أما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به فى قلبها” (لو 19:2).

وهذه هى الفضيلة الأولى فى حياة العذراء مريم وهى فضيلة التأمل… ولكن السؤال هو: فى أى الأمور كانت تتأمل العذراء، لنتأمل نحن أقتداء بها..

هناك بعض المجالات فى التأمل منها : – نصوص الكتاب المقدس       – شخصيات الكتاب المقدس

1- نصوص الكتاب المقدس :

الإنسان المسيحى يلهـج فى كلام الرب نهـاراً وليلاً، وكلمة “يلهج” فـى الأصل الأبجدى أى “يتهجـى”، أى يقرأ الكتاب كلمة كلمة وببطء، لأن كلمـات الإنجيل هى روح وحياة، والإنسان المسيحى يعتبر كلام الله هو الأكسجين الروحى، لحياته، كما أن نسمة الهواء تحىّ جسده، هكذا كلمة الروح تحىّ روحه.

لذلك فالإنسان يجب أن لا يكف عن قراءة الكتاب المقدس وبإنتظام. فهذه الكلمات هى رسالة الله فى حياته، وكلمة الله إلى قلبه. نحن فى أحتياج دائم لقراءة الكتاب المقدس بتأمل، نقرأ الإصحاح ونحن مفتوحى الذهن والقلب. “أليست كلمتى كنار يقول الرب وكمطرقة تحطم الصخر” (أر 29:23)، فالإنسان الذى يقرأ الكتاب المقدس تحرق نار الروح القدس شوائب الخطية التى فيه، وهى مطرقة الروح القدس التى تحطم الصخر الذى يعترض حياته.. كلمة الله نار.. مطرقة.. خبز يشبع ويحيى، كلمة ربنا سيف بتار – “كلمة الله حية وفعالة وأقوى من كل سيف ذى حدين” (عب 12:4).

إذن فعند سماعى لتعليم غريب، فإن كلمة الله سيف بتار تحكم عليه، وتقول هذا خطأ وتقطعه.. إذا كانت عادة رديئة لدى الإنسان، كلمة الله تقطعها.

وكلمة الله أيضاً هى نور وسراج “سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى” (مز 105:119) “فالوصية مصباح والشريعة نور” (أم23:6).

فكلمة الله لها فاعلية عجيبة فى حياة الإنسان، لأنها تغيره وتجدده وتشبعه.

ليتنا تسأل أنفسنا – هل استطعنا أن نقرأ الكتاب المقدس كاملاً بتأمل وبإنتظام؟

ليتنا تأخذ تعهداً على نفسك الآن، بقراءة الكتاب المقدس يومياً.. وبروح التأمل!!

2- شخصيات الكتاب المقدس :

الإنسان الذى يقرأ الكتاب لن يجد فقط كلام الله ولكن أيضاً شخصيات نتعلم منها:

+ آدم وحواء… نتعلم منهما عدم الحوار مع الشيطان..

+ قايين وهابيل… نتعلم من قصتهما الذبيحة المقبولة ومحبة الأخوة.

+ نوح… سأسير مع الله، حتى ولو كنت كمازح فى عيون العالم..

+ إبراهيم… نترك كل شئ من أجل أن نتبع الله.

+ اسحق… نتعلم منه كيف نتمسك بالمواعيد الإلهية.. أنظروا هذا فى سفر واحد فقط، فى جزء بسيط منه (سفر التكوين).. وماذا عن باقى الأسفار!

 

مشاركة المقال