القداسة والأثمار – نيافة الأنبا موسى

الرئيسية / القداسة والأثمار – نيافة الأنبا موسى

القداسة والإثمار، تعتبر كهدف ثالث, بعد التوبة والنمو الروحى لابد أن يسعى إليه الخادم فى حياته الخاصة، وفى حياة مخدوميه.. فما معنى القداسة؟ وما هى معوقاتها؟ وكيف الطريق إليها، كما يعلمنا آباء الكنيسة؟

1- مفهوم القداسة:

– ليست القداسة هى العصمة من الخطيئة، فلا أحد معصوم من الخطيئة، إلا واحد هو الله.

– ولكنها الجهاد ضد الخطيئة بكل الطاقة، بغية الإنتصار عليها، ونزعها من القلب، فإذا ما سقطنا لا نيأس، لأن رجاءنا فى الله لا يخيب أبداً.

– وفى هذا يقول معلمنا يوحنا: “يَا أَوْلاَدِى، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَىْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ

كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً” (1يو 1:2-2).

– إذن، فالمطلوب منا أن نجاهد حتى لا نخطئ، ولكن إحتمال وقوع الخطيئة وارد، والشفيع الكفارى موجود، طالما نقدم عن خطايانا توبة أمينة.

– وفى هذا يقول الآباء: “أليق بنا أن نموت فى الجهاد، من أن نحيا فى السقوط”.

– ويوصينا الكتاب أن نصرخ نحو الخطيئة قائلين: “لاَ تَشْمَتِى بِى يَا عَدُوَّتِى، إِذَا سَقَطْتُ

أَقُومُ، إِذَا جَلَسْتُ فِى الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِى” (مى 8:7).

– “وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ فِى كُلِّ شَىْءٍ” (1كو 25:9).

– المهم أن نقوم “لأَنَّ الصِّدِّيقَ يَسْقُطُ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَيَقُومُ” (أم 16:24).

– لكن الهدف النهائى من القداسة هو التخصيص والتكريس للرب، أى أن يكون كل الكيان الإنسانى للرب، فهو الذى أوصانا “يَا ابْنِى أَعْطِنِى قَلْبَكَ وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِى” (أم 12:23).. القلب لله، والملاحظة فى الطريق..

أى أن نحب الله من كل القلب، ولا يبقى فى القلب سوى الله، ملكاً وعريساً محبوباً للنفس… وبعد ذلك يكون الجهاد سهلاً وميسوراً بالنعمة الساكنة فينا… إذ تلاحظ عيوننا الطريق، ويسلك الإنسان بتدقيق: “تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ” (أف 15:5)… وكذلك يسلك بالروح
“اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ” (غل 16:5).

– وإن كنا فى المعمودية نتجدد بالروح، ونولد ميلاداً ثانياً، فنحن فى الميرون نتقدس، ونتخصص، ونتكرس، ونتدشن هيكلاً مقدساً لسكنى الروح “أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟” (1كو 16:3).

– لذلك يرشمنا الكاهن فى سر الميرون 36 رشماً يرى البعض أنها حاصل ضرب 3×12 حيث 3 هى رمز الثالوث، و12 هى رمز التلمذة… أى أننا بالثالوث القدوس نصير تلاميذ للمسيح رب المجد.

أما الـ 36 رشماً فتوزيعها هكذا :

– رشم واحد على الرأس… لتقديس الفكر.

– رشومات على الحواس… لتقديس الحواس.

– رشمان على القلب والسرة… لتقديس المشاعر والأعماق.

– رشمان على الظهر والصلب… رمزاً لتقديس الإرادة لله.

– رشمان لكل مفصل فى الذراعين… لتقديس الأعمال.

– رشمان لكل مفصل فى الرجلين… لتقديس الطريق والخطوات.

ثم يطلب منا الرسول أن نضرم روح الله الساكن فينا (بالميرون)، حتى يملأ كياننا، ويشبع حياتنا، ويقدس طبيعتنا… فنثمر ثمر الروح: “مَحَبَّةٌ وفَرَحٌ وسَلاَمٌ وطُولُ أَنَاةٍ ولُطْفٌ وصَلاَحٌ وإِيمَانٌ ووَدَاعَةٌ وتَعَفُّفٌ” (غل 23،22:5).

1- “وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِى مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ” (2كو 18:3).

2- “وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِى بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ” (أف 30:4).

3- “َبِهَذِهِ الْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً” (عب 10:10).

4- “يَسُوعُ أَيْضاً، لِكَىْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ” (عب 12:13).

5- “وَالْقَدَاسَةَ الَّتِى بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ” (عب 14:12).

6- “لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ، بَلْ تَقَدَّسْتُمْ، بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا” (1كو 11:6).

القداسة – إذن – هى الجهاد ضد الخطية بقوة الرب، والإنتصار عليها بالمعونة السمائية، ثم رفضها وكراهيتها من كل القلب، حينما نعطى القلب كله للمسيح، ثم تخصيص الكيان الإنسانى كله لله: الجسد، والنفس، والروح، والعقل، والوزنات، والصحة، والجهد، والمادة.

 

2- معوقات القداسة:

هناك معوقات كثيرة لحياة القداسة، أهمها:

1- الجسد :

ولا نقصد به بالطبع الجسم الإنسانى، ولكننا نقصد به تيار الإثم العامل فى الجسم. فمعلمنا بولس يتحدث عن خطايا الجسد وأعماله، فيذكر بعضاً منها ذا طبيعة حسية، والبعض الآخر له طبيعة معنوية غير محسوسة مادياً فى الجسم وكمثال للمجموعة الحسية يقول: “وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ: الَّتِى هِىَ زِنىً, عَهَارَةٌ, نَجَاسَةٌ, دَعَارَةٌ, عِبَادَةُ الأَوْثَانِ, سِحْرٌ, قَتْلٌ, سُكْرٌ” (غل 19:5)..

وفى نفس هذه الآيات، يذكر مجموعة أخرى ليست لها أبعاد حسية مثل: “عَدَاوَةٌ, خِصَامٌ, غَيْرَةٌ سَخَطٌ, تَحَزُّبٌ, شِقَاقٌ, بِدْعَةٌ, حَسَدٌ، قَتْلٌ, سُكْرٌ, بَطَرٌ” (غل 20:5-21)… وهى كلها أمور عقلية ونفسية، قبل أن تظهر فى أشكال حسية وبدنية.

لهذا فمع أن الكنيسة توصينا أن “نضبط الجسد”، والرسول بولس يعلمنا أن “بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِى وَأَسْتَعْبِدُهُ” (1كو 27:9)، إلا أن ذلك
لا يمنعه من أن يقول: “لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ (أى جسمه)، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ” (أف 29:5).

المطلوب إذن هو ضبط الجسد بالأمانة الروحية، والأصوام والنسكيات… دون إضعاف الجسم أو التأثير على الصحة، فالجسم الإنسانى هيكل لروح الله، وطاقة هامة نستثمرها فى الحياة اليومية المعيشية، وفى الجهاد الروحى، وفى الخدمة. وهذا هو الفرق بين النسك السليم (الوسيلة للضبط وللإعلاء والشبع الروحى)، وبين النسك المنحرف (الذى يصير لدى صاحبه هدفاً، ويعطيه إحساساً بالبطولة والتفوق على الغير).

وهنا نتذكر ذلك الراهب الذى لم يكن جهاده النسكى جباراً ولا متميزاً، ولكنه كان يحفظ وصية الرب “لاَ تَدِينُوا لِكَىْ لاَ تُدَانُوا” (مت 1:7)، وخلص بها، واستقبل الموت باسماً وشاكراً، ذلك لأن النسك المنحرف ينفخ الإنسان ككثرة العلم الذى لحساب الذات، بينما عدم الإدانة دليل حب للجميع وإتضاع للكل.

2- العالم :

ولا نقصد به البشر، “لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَىْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ” (يو 16:3)، ولكنه أوصانا  “لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِى فِى الْعَالَمِ” (1يو 15:2)، ويقصد المقتنيات والشهوات.

من هنا كان لابد للمولود من الله، أن يشبع بمحبة الله، وأن يعرف أن العالم إلى زوال، وأن “الشهوة وَالشَّهْوَةُ تَبْطُلُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ ذَاهِبٌ إِلَى بَيْتِهِ الأَبَدِىِّ” (جا 5:12)، “لأَنَّ هَيْئَةَ هَذَا الْعَالَمِ تَزُولُ” (1كو 31:7)… وهكذا يرتقى بنفسه إلى السمائيات، ويفطمها عن الأرضيات الفانية، عالماً أننا “لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لَكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ” (عب 14:13).

وأنه “إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِىُّ (الجسد)، فَلَنَا فِى السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِىٌّ” (2كو 1:5)، لذلك يئن المؤمن، وهو بعد فى هذا الجسد الترابى، ويشتاق مع بقية المؤمنين، هاتفاً معهم: “فَنَثِقُ وَنُسَرُّ بِالأَوْلَى أَنْ نَتَغَرَّبَ عَنِ الْجَسَدِ وَنَسْتَوْطِنَ عِنْدَ الرَّبِّ” (2كو 8:5).

فى أعماق المؤمن وصية الرب، فى صلاته الشفاعية: “لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ. لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّى أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ” (يو 15:17-16)، المؤمن هو فى العالم، لكن العالم – بشهواته ومناصبه ومقتنياته لا يعيش فيه. إنه وما أحلى هذا التشبيه القديم – كالسفينة، التى تسير فى الماء، دون أن يتسلل الماء إلى داخلها.

ولا يستطيع المؤمن أن يغلب العالم بقوته الشخصية، بل بقوة المسيح الذى قال لنا: “فِى الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ” (يو 33:16)… لذلك أوصانا الرسول قائلاً: “لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهَذِهِ هِىَ الْغَلَبَةُ الَّتِى تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا. مَنْ هُوَ الَّذِى يَغْلِبُ الْعَالَمَ، إِلاَّ الَّذِى يُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ابْنُ اللهِ؟” (1يو4:5-5).

3- الشيطان :

“كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ” (يو 44:8)، “الْمُشْتَكِى عَلَى” (رؤ 10:12)، الذى سقط إلى الأرض “وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ” (رؤ 12:12)، إذ يحاول الإيقاع بنا، وإخراجنا من طريق الملكوت لكى نفقد الملكوت. الذى بحسده دخل الموت إلينا، المتمرس فى الخطيئة والضلال منذ آلاف السنين، منذ سقط حينما أراد أن يجعل كرسيه “أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِىِّ” (إش 14:14).

ولكن هيهات للشيطان أن ينتصر على أولاد الله، إنه يعرض ولا يفرض، فلقد رآه الرب يسوع “سَاقِطاً مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ” (لو 18:10)، من خلال صليبه المجيد، وهو قادر أن “يُبِيدُهُ بِنَفْخَةِ فَمِهِ” (2تس 8:2)، ونصيبه هى “بُحَيْرَةِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ بِالْكِبْرِيتِ” (رؤ 20:19). وبسكنى الرب فى قلوبنا “سَيَسْحَقُ الشَّيْطَانَ تَحْتَ أَرْجُلِكُمْ سَرِيعاً” (رو 20:16)..

لذلك أوصانا يعقوب الرسول: “قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ” (يع 7:4)، وهذا يأتى من خلال طاعتنا لوصية معلمنا بطرس: “اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِى الإِيمَانِ” (1بط 8:5-9).

 

3- مقومات القداسة:

لعل أهم مقومات القداسة هى :

1- الشبع الروحى : بوسائط النعمة المختلفة، التى ذكرنا بعضاً منها سابقاً، كالإعتراف، والتناول، والصلوات المتنوعة، وقراءة الكلمة، والكتب الروحية، والإجتماعات الكنسية، والأصوام، والخدمة.. فهذه كلها تشبع القلب بالمسيح، وتملأ الفكر بالنور، وتشحذ الإرادة للجهاد الأمين.

2- التدقيق فى الحواس والعلاقات : فمن غير المعقول أن يطلق الإنسان لحواسه العنان، فتتدنس النظرة، ويتنجس اللسان، وتفسد الأذنان، وهذه كلها منافذ للخطيئة، كما قال الحكيم: “لاَ تَدَعْ فَمَكَ يَجْعَلُ جَسَدَكَ يُخْطِئُ” (جا 6:5).

كذلك من غير المعقول أن يحيا الإنسان فى معاشرات وصداقات رديئة وسلبية، ويتوقع لنفسه النمو فى حياة القداسة “فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ” (1كو 33:15).

بل العكس هو المطلوب إشباع الحواس بما نقرأ وما نسمع وما نتكلم، بأسلوب مقدس: كتب وشرائط وأفلام وألحان مقدسة.. كذلك بأن نختار أصدقاءنا ممن يساعدونا على خلاص أنفسنا، ونمونا الروحى، وذلك من خلال الإلتزام بالحياة الكنسية والجماعة المقدسة… نزامل الكل ونحبهم، ولكن ننتقى البعض ليجاهدوا معنا فى طريق الملكوت.

3- نقاوم الخطية بكل قوتنا : فها هو الرسول يوصينا أن نقاوم إبليس.. وهذا لا يمنع أحد أساليب المقاومة، وربما أهمها، هو الهروب من وجه الشر وعثرات العالم “اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ”  (تك 17:19).. “أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا” (2تى 22:2)، فمساومة الشيطان هى أقصر طريق للسقوط، ولنتذكر سقطة آدم وداود وامرأة لوط

4- الرجاء فى المسيح : فمهما كان شبعنا وجهادنا ومقاومتنا، فلابد من أن تحدث سقطات.. هنا يجب أن لا نيأس أو نفقد رجاءنا.. بل بالحرى نثق فى إلهنا القادر أن يقيلنا من عثرتنا، ونعود إليه فى روح التوبة والجهاد والإعتراف الأمين، هاتفين مع الرسول بولس: “فِى هَذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِى أَحَبَّنَا” (رو 37:8)، “لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ” (2تى 7:1).

وهكذا إذ يجاهد الخادم فى طريق القداسة، يهتم أيضاً بقداسة مخدوميه، “الْقَدَاسَةَ الَّتِى بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ” (عب 14:12).

 

 

مشاركة المقال