الكنيسة فى رؤية الله – نيافة الأنبا موسى الأسقف العام
ماهية الكنيسة: بداية نتسائل: هل إهتم السيد المسيح أن تكون هناك كنيسة؟
الإجابة: نعم والدليل على ذلك قوله لبطرس: “وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِى كَنِيسَتِى” (مت 18:16).
ونطرح سؤالاً آخر هو: وهل بنى المسيح له المجد كنيسة فعلاً؟
الإجابة: هو قول السيد المسيح: “ﭐنْقُضُوا هَذَا الْهَيْكَلَ وَفِى ثلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ” (يو 19:2). أى أن الهيكل الذى بنيتموه لكى يحل فيه الله لم يكن إلا رمزاً لهيكل جسدى (أى البشرية كلها) هذه البشرية التى سوف أحل فيها “أَنْقُضُ هَذَا الْهَيْكَلَ الْمَصْنُوعَ بِالأَيَادِى وَفِى ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِى آخَرَ (أى جسده أى الكنيسة)، غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِأَيَادٍ” (مر 58:14) أبنى آخر (جسده أى الكنيسة).
واضح أن السيد المسيح هنا يربط بين الهيكل المقدس الواحد وبين جسده الذى هو الكنيسة، لن أقيمه أو أبنيه بنفس الشكل القديم بل بمفهوم جديد الذى هو جسدى أنا. هذا هو هيكلى. ولكن ما علاقتنا نحن بهذا الهيكل؟
نحن جسم هذا الهيكل “أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ” (1كو 16:3). “الَّذِى فِيهِ أَنْتُمْ أَيْضاً مَبْنِيُّونَ مَعاً، مَسْكَناً لِلَّهِ فِى الرُّوحِ؟” (أف 22:2).
حواء:
– “وَبَنَـى الـرَّبُّ الإِلَـهُ الضِّلْعَ الَّتِى أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً” (تك 22:2).
– “َأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ” (تك 23:2).
– “اْلآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِى وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِى” (تك 23:2).
– “لأَنَّ الرَّجُلَ
هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ” (أف 23:5).
الكنيسة:
– “وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِى كَنِيسَتِى” (مت 18:16).
-“لِكَىْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِـهِ كَنِيسَـةً” (أف 27:5).
-“لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِـنْ عِظَامِهِ” (أف 30:5).
-“كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً رَأْسُ الْكَنِيسَةِ” (أف 23:5).
ذكراً وأنثى خلقهم : لو كان يقصد آدم وحواء لما قال خلقهم بل خلقهما. إذن آدم كان هو البشرية كلها، فيه الجنس الذكرى وفيه الجنس الأنثوى.. أما حواء فكانت عبارة عن فصل الجنس الأنثوى عن الجنس الذكرى أى أنها ليست خليقة جديدة لذلك كانت العملية تشريحية تماماً: كيف؟من هذه المقارنة يتضح جداً وجود علاقة كبيرة بين الكنيسة وبين حواء التى هى أم البشرية جميعها فى خلقة الإنسان قال الله: “نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا.. وَامْلأُوا الأَرْضَ” (تك 28،26:1) الإنسان تعنى البشرية كلها وليس مجرد فرد أو شخص أى أن، آدم لم يكن فرداً أو شخصاً وإنما كان البشرية جميعاً، وكلمة آدم تعنى آب البشرية.
يأتى الله ويلتقى بآدم ويلقى عليه سباتاً – يخدره ثم يفتح ويخرج الضلع، وفصله ويملأ مكانه لحماً، ثم يبنى من الضلع “حواء” امرأة. ولهذا فإن الكيان البشرى كله خرج من آدم الجنس الأنثوى أو حواء التى ستصبح
عروس آدم.. جسده.. وزوجته فى (رؤ 9:21)
“هَلُمَّ فَأُرِيَكَ الْعَرُوسَ امْرَأَةَ اْلْخَرُوفِ” هذه العروس هى حواء الجديدة التى خرجت من لحمه وعظامه لكى تكون عروساً له وبعد هذه الآية يتكلم يوحنا اللاهوتى عن الكنيسة
إذن الجنس البشرى كله أساساً هو عملية خروج فى توقيتات رتبها الله لكى يخرج كل منا إلى الكون لكننا مخلوقين أساساً بقصد الله فى آدم. لذلك لا يظن أحد أنه جاء وليد تزاوج بين أب وأم بل أنه يقول لتلاميذه “تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِى أَبِى رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ” (مت 34:25). كل واحد فيكم مجهز له هذا الملك، “فأنتم موجودون فى قصدى حسب مشيئتى، وخلقتكم بيدى فى آدم”. كما يقول لإبراهيم: “وَبِنَسْلِكَ تَتَبَارَكُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ” (أع 25:3) أى أن جميع الأرض داخلك وعندما أباركك فإن كل من يخرج منك مبارك. الخليقة الأولى فى آدم، وحواء العروس التى سقطت. هذه الخليقة تنتهى تماماً يوم الجمعة الكبيرة.. يوم الصليب الذى هو يوم إنتهاء البشرية الساقطة. ونبدأ فى عمل خليقة جديدة بنفس النظام الذى عملت به أولاً آدم الأول أب البشرية. لكن آدم الثانى السيد المسيح، ثم كما حواء خرجت من آدم هكذا يفتح الجنب الإلهى ويخرج منه دم وماء. الماء رمز للمعمودية والخلـق،والدم: رمـز الكـأس المقــدس والحيـاة، والإثنان معـاً يلـدان الخليقـة الجديــدة الروحيــة فتخـرج الخليقة من الجنب المفتوح إذن نحن نولد من الكنيسة (جسد المسيح المذبوح على الصليب) وحده.
وحدة الكيان الإنسانى
هناك تجاذب طبيعى بين الإنسان والآخر.. والسبب عرفناه الآن أن الإنسان بطبيعته واحد ليس لأنى أنا واحد ولكن لأننا كنا موجودين جميعاً فى آدم، حسب قصد الله.
إن الغاية الأساسية التى جاء المسيح لأجلها أن يعيد الإنسان إلى وحدته.. هذه الوحدة إستلزمت موت المسيح: فمات، كما إستلزمت القيامة: فقام.
إذن : وحدة الكيان الإنسانى هى غاية الإنسانية، “الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِى لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا نَحْنُ” (يو 11:17) ولن يتحقق الوجود الإنسانى. ولا سلام الإنسان، ولا رفاهيته إلى أن تتحقق وحدة الكيان الإنسانى لذلك يقول “صالحت السمائيين مع الأرضيين، وجعلت الإثنين واحداً” بهذه الكلمات يشعر العالم كله لكنه لا يعرف كيف تتحقق… نحن خرجنا منه، ولكى نكون واحد لابد أن نكون فيه.
لذلك نلاحظ :
1- وحدة البشرية فى آدم : كما أوضحنا الآن، ثم ينتشر الشر وتكثر الخطية وينهى الله البشرية الخاطئة.
2- وحدة البشرية فى نوح : إن الطوفان والفلك كانا تجديداً لوحدة الإنسان، والفـلك كــان إشـارة إلــى الكنيسة
وإلى المسيح نفسه… “كالفلك فى وسط المياه” قالها إشعياء النبى عن السيد المسيح: “وَيَكُونُ إِنْسَانٌ كَمَخْبَأٍ مِنَ الرِّيحِ (فلك) وَسِتَارَةٍ مِنَ السَّيْلِ” (إش 2:32).
وقد أمر الله نوحاً أن يدهن الفلك بالقار من الداخل والخارج فما معنى أن تدهن من الداخل؟
القار يرمز إلى الحزن والألم، ومن الداخل إشارة إلى آلام المسيح الداخلية على البشرية كلها، “نَفْسِى حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ” (مت 38:26) فى داخل هذا الفلك كانت هناك خميرة الحياة الجديدة، وكان بداخله ثمانية أنفس والعدد 8 يرمز إلى البداية الجديدة فى (2بط 5:3) “إِنَّمَا حَفِظَ نُوحاً ثَامِناً كَارِزاً لِلْبِر” أى حفظ نوح بداية جديدة تكرز للبر وخرجت الخليقة المجددة من طاقة الفلك كما خرجت الخليقة الجديدة من جانب المسيح.
3- وحدة البشرية فى إبراهيم : حيث العهد الجديد… والحياة الجديدة… والأرض الجديدة ثم يفسد العالم كله مرة أخرى وتدخل الخطية وينقسم العالم.
4- وحدة البشرية فى رعوية إسرائيل : حيث يأخذ الملك شعباً ويحقق فيه وحدة الجماعة كخميرة لوحدة العالم كله فى جسد المسيح.
5- وحدة البشرية فى المسيح : إذن: الكنيســة التـــى قصدهــا المسيــح”وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِى كَنِيسَتِى” (مت 18:16) هى نحن الخارجين منه والمولودين منه والمهيئين لكى نكون “عروساً” له.
أى أن ما يهمنا أن نعرفه اليوم ماهية الكنيسة.. كيانها فلسفتها وجودها. هى ليست جماعة: لأن الجماعات كثيرة وهى ليست جماعة مؤمنين: لأن جماعات المؤمنين كثيرة. وهى ليست تكتلا أو مكاناً يضم مجموعة لها فلسفة أو فكر وإتجاهات معينة أو سلوك معين.. وإنما الكنيسة هى الوجود الكيانى للإنسان، الذى يتحقق فيه إنسانيته وكيانه، أنه خارج الكنيسة ليست هناك إنسانية.
المسيح هو الله وهو الإنسان الكامل.. المسيح تحقق فيه ملء اللاهوت وتحقق فيه ملء الإنسان… والإنسان – أى الفرد – يتحقق وجوده من خلال الإنسان يسوع المسيح.الكنيسـة ليسـت طقســاً وألحانــاً،ونظامــاً، وبيتــاً فحسب، بل الكنيسـة لها إرتباط قوى بالوجود الإنسانى. فأنا آتى إلى الكنيسة لكى أجد، نفسى وعندما يقول السيد المسيح لمريم أنها إختارت النصيب الصالح، إنما إختارت وجودها… وهذا يتحقق عندما نتكلم فى المرات القادمة عن العمل الليتورجى:
أن كلاً منا له دور فى الكنيسة،
لا توجد عبادة فى الكنيسة بل ممارسة كنسية، لكل منا دور فيها فالكنيسة هى الوجود الذى يحقق قصد الله، الله أراد فى الإنسانية أن نكون واحداً. وهكذا الواحد متعدد الأفراد ولكن تبقى له وحدانيته تماماً مثل الأقانيم الثلاثة: فكل أقنوم له صفاته، وكيانه،
وعمله وفى نفس الوقت هو واحد فى الجوهر “أعضاء كثيرة ولكن الروح واحد”. فى سر الإفخارستيا يكون كل همى أن أعترف وأصلى إلى الله لكى يغفر لى خطاياى رغم أن الهدف غير ذلك. فبعد صلاة التحول يقول الكاهن (طهرنا… وإجعلنا أن نكون جسداً واحداً وروحاً
واحداً) هذا هو الهدف من الإفخارستيا لأنه إذا كانت الخطية تعطل الوحدة إنزعها يارب عنا وطهرنا.
لكن كيف تتحقـق وحــدة الجسـد؟…هـى ليسـت وحـدة معنويـة وإلا كــان الكاهن يقول إجعلنـا أن نكون واحداً فى الروح أو الفكر لكن كيف نكون جسداً واحداً.. ذلك لأننا كنا فى آدم أساساً جسداً واحداً ثم فى المسيح. جسدى مع جسدك هو جسد واحد حقيقى لأنه من مصدر واحد ولنا وجود واحد فى هذا الجسد الواحد.
من أقـوال القـــديس أغسطينوس:(حينما كـان المسيـــح ظاهراً فى الجسد كانت كنيسته مخفية فيه وكان يعمل كل شئ لأجلها، ولكن حينما صعد المسيح فى الجسد أستعلنت كنيسته وصار هو مخفياً فيها وصارت تعمل كل شئ به ولأجله).
كما كانت الخليقة فى آدم وخرجت منه، هكذا الكنيسة كانت فى المسيح وخرجت منه بالموت والقيامة، وأن الروح دشن الكنيسة يوم الخمسين لتخرج للعالم تكمل عمل الرأس المسيح.
فالمسيح عمد الكنيسة فى الأردن ومات بالكنيسة على الصليب. لذلك نحن نلتحم مع المسيح فى عمله خطوة بخطوة.
ومن أقوال يوحنا ذهبى الفم: (حين يرانا الشيطان وحدنا ومنفصلين كل واحد عن الآخر يهاجمنا فبهذه الطريقة أغوى المرأة فى البدء إذ إقترب منها وهى وحدها، وبينما كان رجلها غائباً. إذاً حينما يرانا وسط الجماعة ومتحدين فهو لا يجرؤ على مهاجمتنا فلهذا السبب نحن نتحد معاً فيصعب مهاجمتنا).. (أسألكم أنا الأسير فى الرب…أسرعوا إلى حفظ وحدانية الروح، برباط الصلح الكامل، لتكونوا جسداً واحداً وروحاً واحداً).
ما رأيكم فى هذا القول السابق؟ وهل يمكن أن نفهم الجهاد الروحى بمعنى أن يكون كل جهادك وسعيك هو أن تكون وسط الجماعة وتتحد بها؟ طالما كنت وحدك لن تنتصر فإن الشيطان أول ما يضرب فإنه يضرب روح الكنيسة فيك، وربما يحافظ على ممارساتك الخاصة.
وعندما أرسل السيد المسيح تلاميذه أرسلهم اثنين اثنين لأن الواحد يخور ويسقط. اما الاثنين فإن سقط أحدهم يقيمة الآخر “لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِى فَهُنَاكَ أَكُونُ فِى وَسَطِهِمْ” (مت 20:18)، فى سفر الأعمال “وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ” (أع 47:2).
لماذا يضمهم طالما خلصوا؟ حتى يتحدوا.
الذين يخلصون :أى الذين آمنـوا بالمسيـح، لكـى يولـدوا مـن الله ويصيـروا أبنـاء وأعضـاء جسـد واحـد لابـد أن يدخلوا إلى داخل الكنيسة. هذه الآية تبين لنا أن الله لا يتعامل معنا كأفراد ولكن يتعامل معنا كأعضاء.
هناك خدعة تقول أن كل واحد منا يحرص على خلاص نفسه، هذا الكلام خطير جداً أحد القديسين يقول (كيف أخلص بدونكم..) بولس الرسول “مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ؟ مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ؟” (2كو 29:11). هو جسد واحد يؤثر فى بعضه، المسيح يتعامل معنا كأعضاء تماماً كتعامل الرأس مع الجسد فأصغر عضو يسيطرعليه الرأس الذى يحرك كل أعضاء الجسم هناك علاقة عضوية بين الأعضاء وبين الرأس.. هذه العلاقة موجودة وقائمة طالما كان العضو فى الجسد أما لو خرج هذا العضو عن الجسد فلن تكون هناك علاقة.
كذلك العلاقة بيننا وبين المسيح. هى ليست فردية وإنما عضوية ومرتبطة إرتباطاً دائماً بوجودنا الدائم داخل الجسد الذى هو الكنيسة أما الذى يخرج من الجسد يموت ليس أحد يبغض جسده بل يقوته ويربيه “المسيح يقوت جسده.. الكنيسة التى هى نحن” عمل الروح القدس يثبتك داخل الجسد. أما التجديف على الروح القدس فهو الإنفصال عن الجسد للنهاية إذن ليس هناك ما يسمى بعلاقتى الشخصية بالمسيح لأن صلواتى الخاصة فى البيت. وقراءاتى فى الكتاب المقدس، وأصوامى لابد أن يكون لها الرؤيا الكنيسة أن أنمو فى وسط الجماعة، وبالجماعة وللجماعة. تماماً مثل ظاهرة الأوانى المستطرقة.
ووجودنا الكنسى هو وجود كيانى مرتبط بكياننا الروحى الإنسانى فالحياة الكنسية هى التى تستهدف بناء الإنسان حيث: تهدف الحياة الكنسيـة إلـى إعـادة البنـاء الإنسانـى علـى أسـاس كنسـىيستطيـــع أن يحقــق كيانـه الإنسانى فى الله والعالم بصورة سليمة ومتزنة ويستخدم البناء الكنسى كل السبل والإمانات المتاحة والتى يهبها الله على الصعيد المادى، أو الكنسى أو الروحى.
ما معنى الإتزان الإنسانى ؟
الكنيسة الأرثوذكسية تؤمن أن الإنسان روح وجسد (أو مادة) وهى تتعامل مع العنصرين بمنتهى الإتزان، فهى تجسد الروحيات وتروحن الماديات، بمعنى أن الله غير المنظور يصير منظوراً فى الجسد، وجسد المسيح الذى صعد به يستحضر فى سر الإفخارستيا، وموته على الصليب يستحضر فى المعمودية حتى الروح تجده فى الميرون، فهى لا تترك للتأثير الفكرى الايحائى، فلسفة مادية الأسرار هى الإيمان بمادية الإنسان إن الله غير المنظور صار منظوراً وغير المدرك صار مدركاً. إذن جميع الحقائق اللاهوتية والإلهية لابد أن تعطى للإنسان من خلال المادة، هذا هو ما تقصده الكنيسة الأرثوذكسية لكى يتحقق الإتزان الإنسانى فى الله والعالم.