تحدثنا فى العدد الماضى عن :
1- الجسم التشريحى. 2- الجسد بالمعنى الفسيولوجى.
3- الجسد بمعنى تيار الإثم.
4- إرتباط الإثم بالجسم :
ولاشك أن هناك إرتباط وثيق بين الجسد، وتيار الإثم العامل فيه، لهذا ينصحنا سليمان الحكيم قائلاً :
+ “لا تدع فمك، يجعل جسدك يخطئ” (جا 12:5)… الفم – بالكلام – يجعل الجسد كله يسقط فى خطايا.
+ “من يحفظ فمه، يحفظ نفسه” (أم 3:13)… نفس المعنى السابق.
+ بل أن الرب نفسه أوصانا فى العهد الجديد قائلاً: “سراج الجسد هو العين، فإن كانت عينك بسيطة، فجسدك كله يكون نيراً، وإن كانت عينك شريرة، فجسدك كله يكون مظلماً”(مت 22:6،23).
+ لهذا يوصينا داود النبى أن نهتم بحواسنا، فهى منافذ تحرك الخطية الساكنة فى أجسادنا: “سبحى الرب يا أورشليم، سبحى إلهك يا صهيون، لأنه قد قوى مغاليق أبوابك (أى الحواس) وبارك بنيك فيك (أى ثمار الروح)” (مز 12:147-13).
5- فداء الأجساد :
يتحدث الرسول بولس صريحاً عن ضرورة فداء أجسادنا هذه، من عبودية الفساد، وتقديسها بصورة نهائية، وذلك حينما تتغير بالقيامة العامة، إلى أجساد نورانية سماوية، إذ يقول: “نحن الذين لنا باكورة الروح… نئن فى أنفسنا، متوقعين التبنى… فداء أجسادنا” (رو 23:8).
والأنين هنا معناه مقاومة تيار الإثم العامل فينا، وبقايا الإنسان العتيق المستقر فى داخلنا. فمع أننا اعتمدنا، وخلق فينا الإنسان الجديد، إلا أن الإنسان العتيق لم يمت تماماً، ولم يتلاشى، وإلا لصرنا ملائكة، ولفقدنا حريتنا بعد المعمودية. لهذا سمح الله باستمرار الجهاد، ممارسة للحرية، وإختباراً للإرادة الإنسانية. وفى يوم القيامة العامة، سنخلع هذا الجسد الترابى، ونلبس الجسد السمائى… جسد القيامة: “هذا الفاسد (الجسد الترابى)، لابد أن يلبس عدم فساد (الجسد النورانى)، وهذا المائت (الجسد الترابى) يلبس عدم موت (الجسد السمائى)” (1كو 53:15). وحينئذ فقط يكون قد تم خلاصنا، إذ نتخلص نهائياً من جسد الخطيئة الحسّى الكثيف ونلبس الجسد السمائى، الروحانى، النورانى، الممجد، الذى لا يمرض ولا يخطئ ولا يشيخ ولا يموت، بل يبقى خالداً فى المسيح إلى الأبد.
لهذا يقول معلمنا بطرس: “أنتم الذين بقوة الله محروسون، بإيمان، لخلاص مستعد أن يعلن فى الزمان الأخير” (1بط 5:1). فما هو هذا الخلاص الذى سيعلن فى الزمان الأخير؟ أنه الخلاص من أجسادنا الترابية، حينما نلبس فى المجىء الثانى، أجساداً روحانية سمائية، قال عنها بولس الرسول: “أن سيرتنا نحن هى فى السموات، التى منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح، الذى سيغيِّر شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده (جسد قيامته)” (فى 20:3،21)… وقد تحدث الرسول بولس بالتفصيل عن هذا التغيير فى 1 كورنثوس 15 – إصحاح القيامة – حينما تحدث عن هذا الجسد الروحانى السماوى، الذى سيقوم به الراقدون بيسوع، ويتغير إليه من يعاين المجىء الثانى (أنظر 1كو 51:15،52 وكذلك 1تس 17:4).