حقيقة القيامة

الرئيسية / حقيقة القيامة

حقيقة القيامة

المسيح قام… بالحقيقية قامكتاب ل عيد القيامة
اخرستوس آنستى… أليثوس آنستى
هى تحية المسيحيين فى عيد القيامة، وهى بشرى القيامة للمريمات القديسات :
– “أنتن تطلبن يسوع الناصرى المصلوب، قد قام، ليس هو ههنا” (مر 6:16).
– “لماذا تطلب الحىّ بين الأموات، ليس هو ههنا، لكنه قام” (لو 5:24،6).

حقيقة القيامة :

1- وهى الحقيقة التى أعلنها تلميذا عمواس مع التلاميذ.
2- وهى الحقيقة التى تأكدت من خلال الظهورات الكثيرة، لأناس كثيرين فى مواعيد مختلفة، وأماكن متعددة.
3- وهى الحقيقة التى أعلنها الحراس: “قولوا إن تلاميذه أتوا وسرقوه ونحن نيام” (مت 11:28-15).

4- وهى الحقيقة التى بشر بها التلاميذ، وماتوا من أجلها.

5- وكانت القيامة أيضاً تتميماً لنبوات العهد القديم.

6- بل أن حقيقة القيامة راسخة فى الضمير البشرى منذ آدم والأقدمين:

وقبل الناموس المكتوب، وفى الناموس الشفاهى، بل حتى عند الأمم، مثل قدماء المصريين، الذين كانوا يبنون المقابر فى جمال وفخامة الأهرامات، ويضعون مع المتوفى ما كان يحب من مأكل ومشرب وملابس، ولأنهم أدركوا أن الجسد سوف يتحلل، وضعوا بجواره تمثالاً يحمل ملامح المتوفى، حتى حينما تعود الروح إلى الجسد، يوم القيامة العامة، تتعرف عليه من خلال التمثال.

7- والقيامة كامنة فى أعماق الطبيعة البشرية، إ

ذ أن الإنسان هو الكائن الوحيد، الذى يتجاوز ذاته، ولا يرضى بالموت كنهاية، ويطمح إلى الخلود، ويؤمن باللانهاية.. إن روحه العاقلة، وضميره المعطى له من الله، يقودانه دائماً إلى الألوهة والأبدية، فلا يرضى ويقنع بالمحدودات والمحسوسات، بل يتجاوزها دائماً إلى “الماورائيات”.. ماذا وراء الطبيعة؟ والكون؟ والمادة؟ والعالم؟ والزمن؟ والموت؟ ذلك لأن الرب “جعل الأبدية فى قلوبهم، التى بلاها (بدونها) لا يدرك الإنسان العمل الذى يعمله الله، من البداية إلى النهاية” (جا 11:3).
إن بصمة الخلود المودعة فى أعماق الإنسان، هى دليله إلى الخالق، وطريقه إلى الإيمان باللامحدود، ووسيلته إلى الإدراك والوعى بالله .
ألم يقل لنا معلمنا بولس الرسول: “بالإيمان نفهم ان العالمين أتقنت بكلمة الله” (عب 3:11) الإيمان هو طريقنا إلى الفهم، فهو الإشراقة العليا، القادمة من السماء، لتنير عقل الإنسان، وتكمل عجزه ومحدوديته، ليستوعب كما فى لغز، وبطريقة جزئية، بعض حقائق اللاهوت والخلود.
ولكن بعد أن نترك هذا الجسد الضعيف، يتم فينا القول “بعد أن يفنى جلدى هذا، وبدون جسدى، أرى الله” (أى 26:19).
أى أن إنسان القيامة، الذى أتت روحه من الفردوس، واتحدت بجسده المسّجى فى التراب، فقام جسداً روحانياً، نورانياً، سماوياً، سيستطيع بهذه الطبيعة الجديدة، أن يدرك الله بصورة أعمق، كما يقول معلمنا بولس: “أننا ننظر الآن فى مرآة، فى لغز، ولكن حينئذ وجهاً لوجه، الآن أعرف بعض المعرفة، لكن حينئذ سأعرف كما عرفت” (1كو 12:13).

بقلم نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى

مشاركة المقال