خادم الشباب من هو؟

الرئيسية / خادم الشباب من هو؟

خادم الشباب من هو؟

خادم الشباب يتسم بملامح. فهو إنسان يؤمن بأمور هامة. تخلق منه – بنعمة الله – طاقة فعالة فى حقل الشباب. فهو مثلاً :

يؤمن بأن الشباب هو مستقبل الكنيسة :

فالكبار إلى نهاية. أما الشباب فهم مستقبل الكنيسة، لذا يجب أن يأخذوا – مع الأطفال طبعاً – الأهمية القصوى من العمل الكنسى. إن من يلتفت إلى هذه الحقيقة البديهية، سوف يرى بالقطع هذه الشريحة الهامة من الشعب.

1- ويؤمن أن شباب هو مستقبل الوطن :

فمصرنا العزيزة لن تبنيها سوى سواعد الشباب والشابات، فهم كنزها ورصيدها وغدها، وهم صناع المستقبل العلمى، والزراعى، والصناعى، والتعليمى، والأعلامى، والثقافى، والصحى، والأمنى، والفنى، والأدبى، والرياضى..!
2- ويؤمن أن الشباب الشريحة الأكبر :

إذ تقول الأحصائيات أن :

– 40% من الشعب المصرى : تحت 15سنة.
– 50% من الشعب المصرى : من 15-55 سنة.
– 6% من الشعب المصرى : من 55-65 سنة.
– 4% من الشعب المصرى : فوق 65 سنة.. ولهذا يكاد يكون الشباب من15-35 سنة شريحة تصل إلى 35 %.

3- ويؤمن أن الشباب يحتاج إلى المسيح :

فبدون السيد المسيح – له المجد – لاخلاص ولا سعادة ولا خلود..  المسيح يسوع هو الحاجة الحقيقية للشباب، حتى وأن تصور الشباب حاجات أخرى مثل :

– الحاجات البيولوجية : كالغذاء والزواج.
– الحاجات السيكولوجية : كالأمن والنجاح والتقدير والإنتماء والتفرد والمرجعية..
– الحاجات العقلية : كالدراسة والتفكير والثقافة والرؤيا والتحليل والاستنتاج…

ذلك لآن الحاجات الروحية هى الأعمق، والأسمى، والأهم، فالإنسان فى حاجة إلى :
أ- الخلاص والخطية والآثم : والرب يسوع هو المخلص الوحيد، إذ “ليس بأحد غيره الخلاص” (أع 12:4)، حيث أنه تجسد لأجل خلاصنا، وأتحد بجسم بشريتنا بلا خطية، وفدانا على عود الصليب حاملاً عقاب خطايانا، ثم رسم لنا فى شخصه الحبيب طريقاً لحياتنا اليومية، وتكريس قلوبنا.
ب- الشبع الحقيقى : حيث الإنسان فى أعماقه عطش إلى المطلق، وجوع إلى اللانهاية.. ولن يشبع فلبه بالمادة أو بالذات أو بالجسد ، ولكن بالرب اللانهائى الغير محدود.. لأن “من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً، ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا، فلن يعطش إلى الأبد” (يو 13:4،14).
ج- الخلود فى الأبدية : وهذه عطية يتفرد بها الرب يسوع، الذى قال: ” بل الماء الذى أعطيه، يصير فيه ينبوع ماء، ينبع إلى حياة أبدية” (يو 14:4).. كما قال أيضاً: “هذه هى الحياة الأبدية، أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك، ويسوع المسيح الذى أرسلته” (يو 13:17).

لهذا فخادم الشباب : هو إنسان مرتبط بالرب يسوع فى حياته اليومية، وفى مخدعه السرى، وفى قلبه الملتهب بالحب، وفى كتابه المقدس، وفى سر الأفخارستيا…

كما أن خادم الشباب – من خلال شركته بالرب وعضويته فى جسده المقدس – يختبر يومياً عمل الله فى حياته، سواء من خلال التوبة عن الخطايا، أو تقديس القلب للمسيح، أو معرفة معالم الطريق الروحى.

5- ويؤمن أن الشباب محتاج للكنيسة :

فالكنيسة هى بيت الملائكة، حيث شركة الرب مع ملائكته وقديسيه والهيكل حيث أن الترجمة اليونانية هى (بى ايرفاى) معناه “المكان الذى صار السماء” والمؤمن هو عضو فى جسد الرب،والرب هو رأس الجسد، والقديسون هم أعضاؤه السمائية، والمؤمنون أعضاؤه المجاهدة على الأرض.. وأصغر مؤمن – ومن خلال الأسرار المقدسة (يتحد بالرأس الرب يسوع) والقديسين (ويتشفع ويقتدى بهم) والمؤمنين (يتحد بهم ويخدم معهم). على أن هذا الإنتماء الكنسى، الذى أخذناه بالمعمودية (حيث تجددنا بالروح)، والميرون (حيث ثبتنا فيه)، والتناول (حيث يسكن فينا الرب من خلاله)، والتوبة والاعتراف (حيث تجدد معه العهود) لا يلغى دور المؤمن فى المجتمع، فالرب صلى قائلاً: “لست أسأل أن تأخذهم من العلم، بل أن تحفظهم من الشرير” (يو 15:17).
6- ويؤمن أن الشباب يتفاعل مع المجتمع :

فالرب – أبداً – لم يعزلنا عن المجتمع، بل إنه شبهنا بالنور الذى ينتشر فيطرد فلول الظلمة، ويقود الناس إلى تمجيد الله، وبالملح الذى يحفظ العالم من الفساد، ذائباً دون أن يضيع، وبالخميرة التى تحمل الحياة فى داخلها، فتخمر العجين كله، والرائحة الذكية التى تنتشر بتلقائية، وتنشر معها الخير والحب، والسفير الذى يسعى جاهداً لتقديم صورة جيدة عن مسيحه المحب، ويهتف إلى دعوة الناس لكى يتصالحوا مع الله. لهذا فخادم الشباب “نموذج مجتمعى جيد” فى علاقاته، وأتساع قلبه، وشهادته الأمينة، وإنتمائه للوطن، وإسهامه كمواطن صالح فى صنع مستقبل مشرق لمصرنا الحبيبة.. لا يتقاعس عن واجبه الانتخابى فى الأحزاب والنقابات والاتحادات.. ولا فى إسهامه اليومى فى العمل الوطنى البناء..
7- ويؤمن الحب الشخصى أقصر طريق إلى قلب الشباب :

فالشباب طاقة حب، كما أنه يسعى إلى تأكيد وجوده وقراراته لذلك فخادم الشباب الفعال، يحب كل من يخدمهم، ويعرفهم
بالإسم والظروف، والاحتياجات، والمشكلات، دون اقتحام مريض، دون طغيان يلغى خصوصية كل نفس، ودون تعلق عاطفى يطرد وجود الرب من الحياة، بل فى إيمان صادق بأن الرب مستعد أن يخلق من كل شاب وشابة، أيقونة جميلة مقدسة، ذات رسالة خاصة متميزة، وفى الكنيسة والمجتمع.
8- ويؤمن بأن الشباب محتاج إلى ثقافة :

فهو لن يعيش بمعزل عن الأسرة والمدرسة والكلية والشارع والمؤسسة والمجتمع بأسرة، ووسائل الأعلام، لذلك فخادم الشباب يجب أن يكون قارئاً، يتتلمذ كل يوم، عند أقدام المسيح ومن خلال كتابات الآباء القدامى والحديثين، وهو قادر أن يتثقف بعلوم العصر، فعنده دراية ولو بسيط بأحداث الحياة اليومية، والسياسية، والإجتماعية، والفكرية، والأدبية، والنفسية، والتربوية، والرياضية، والإعلامية، فنحن لا نريد أن نخلق شباباً منعزلاً عن واقع الحياة العصر، بل بالحرى شباباً قادراً على التفاعل مع الحياة والعصر، متمسكاً بجذوره، يمتلك قدراً من المرونة القوية، القادرة على أن تجعله متحركاً وديناميكياً طالما أن التيار مقدس ومناسب، ورافضاً وراجعاً حينما يكون التيار سلبياً ومضراً.
9- ويؤمن بأهمية الحوار والتعددية :

فلعل هذا هو ما أخطر ما يعانى منه الشباب المصرى، إذ يتعلم بأسلوب التلقين، وليس بأسلوب التكوين، لهذا ينشأ أحادى الرأى، ينفى آخر بسهولة، ولا يطيق رأياً مخالفاً، ولا نمطاً متمايزاً عن نمطه، ولا مواهب متنوعة تختلف عن مواهبه. مع أنه يجب أن يدرك أنه لا يوجد أحداً فى الوجود لن يملك الحقيقة كلها، ولا كل الطاقات، ولا كل المواهب. لذلك نحتاج إلى التنوع والوحدة، والاختلاف والتكامل، لأننا فى النهاية “أعضاء بعضاً لبعض” (رو 5:12) لذلك فالحوار، والشركة، والقائد ال “نحن” وليس ال “أنا”.. ركائز هامة فى خدمة الشباب.
10- ويؤمن بأهمية مشاركة الشباب :

بمعنى أنه لا ينفرد بالعمل، بل يقوم بما يأتى :

– يكتشف الطاقات بين الشباب، وما أكثرها!
– يشغل هذه الطاقات، موزعاً العمل عليها.
– ينسق هذه الطاقات، مهما اختلفت أو تعارضت أو تقاطعت.
– يتابع هذه الطاقات، حتى لا يذبل أحدها، أو تطغى عليها.
– ينمى الطاقات، بحيث يحصل بنعمة المسيح وبروح الصبر على أكبر عائد روحى ونفسى منها.
– وبعد.. فلعل هذه بعض سمات خادم الشباب.. لكنها جميعاً يجب أن تكون من فعل روح الله، ولمجد المسيح.. فالعمل إذا كان ذاتياً أو بشرياً، يكون بالضرورة قوة طرح وليس قوة إضافة وبنيان… الرب يقودنا جميعاً فى طريق الخلاص والخدمة والخلود.

بقلم نيافة الأنبا موسى الأسقف العام للشباب

مشاركة المقال