رسالتنا نحو العالم

الرئيسية / رسالتنا نحو العالم

رسالتنا نحو العالم

وحينما أراد الرب أن يشرح لنا رسالتنا نحو العالم، استخدم ستة تشبيهات هامة ومفرحة :

1- النور: حين قال: “أنتم نور العالم”
(مت 14:5)، رمزاً للإشعاع الذى يصدر عن المؤمن فى كلماته وسكناته وحركاته وسلوكياته وكافة نشاطاته، إذ يشرق من خلالها جميعاً نور المسيح الساكن فيه، فيهزم فلول الظلمة، ويهدى خطوات من حوله من البشر.

2- الملح: “أنتم ملح الأرض” (مت 13:5)
بما يحمله الملح من رموز كالنقاوة (اللون الأبيض)، والملوحة (لإمكان الحفظ من الفساد)، والذوبان (رمزاً للانتشار وسط الناس دون ضياع للمبادئ) لهذا يوصينا الرسول “ليكن لكم فى أنفسكم ملح” (مر 50:9)، ويحذرنا الرب “إن فسد الملح فبماذا يملح؟!” (مت 13:5).

3- الرسالة: “أنتم رسالتنا… معروفة ومقروءة من جميع الناس” (2كو 2:3). علامة السلوك السليم، حسب مبادئ الإنجيل، وروح المسيح، بحيث يلمس الناس تعاليم المسيح معاشة فى سلوكنا اليومى، وحياتنا العملية، فتصير قلوبنا كصفحة مكتوبة ومفتوحة لكل الناس، يقرأون فيها تعاليم المسيح.

4- السفير: “نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا” (2كو 20:5)… والسفير يحمل جنسية غريبة عن جنسية البلد الذى يعيش فيه.. بمعنى أن يحمل المسيحى جنسية ومواطنة المسيح والسمائيين، ويسلك كغريب فى هذه الأرض، يشهد لمسيحه فى كل مكان يذهب إليه، سواء وطنه الأرضى، أو أى بلد آخر يحيا فيه.

5- الخميرة… “التى تخمر العجين كله”
(مت 33:13)، والفرق بين الخميرة والعجين، أن الخميرة تحتوى على بكتريا حية، هى التى تتكاثر فتخمر العجين كله.. وهذا رمز
للمسيح الحىَّ، أو لحياة المسيح الساكن فينا، والتى يمكن أن تتكاثر وتنتشر بالخدمة، وبالقدوة، وبأعمال المحبة.

6- الرائحة الذكية: “لأننا رائحة المسيح الذكية، فى الذين يخلصون، وفى الذين يهلكون” (2كو 15:2)، علاقة ضرورة أن تنتشر رائحة السلوك المسيحى، بينما نحن نتحرك بين الناس، البعض سيقبلون والبعض سيرفضون، لكن الرسالة واضحة وذكية (أى نقية)، وذلك لطهارة السلوك اليومى وسط المجتمع.

هذه هى رسالة المؤمن، يشارك ويساهم ويتفاعل مع المجتمع، بمنهج “المرونة القوية”، التى تذهب مع الناس حينما يكون الطريق سليماً، وتتوقف فى صلابة وتعود حينما يكون الطريق سقيماً. إنه كالسمكة الحية، التى تستطيع السباحة مع وضد التيار، حسبما أرادت، وليس كالسمكة الميتة، التى تسبح دائماً مع التيار، إلى أن يقذفها التيار إلى الشاطئ، لتتعفن هناك.

فلتكن النور المشع فى العالم، والذى هو بالضرورة :

1- إشراق وانعكاس نور المسيح علينا: كما ينعكس نور الشمس على القمر.

2- سكنى واستقرار نور الله داخلنا، لذلك شبه المسيح عروسه بالشمس الطاهرة.

لهذا يوصينا معلمنا بطرس قائلاً: “وعندنا الكلمة النبوية – وهى أثبت – التى تفعلون حسناً إن انتبهتم إليه، كما إلى سراج منير فى موضع مظلم، إلى أن ينفجر النهار، ويطلع كوكب الصبح فى قلوبكم” (2بط 19:1). فليتبارك اسم الرب، الذى جعلنا نوراً للعالم، إذ سكن فينا، وهو يشع من خلالنا بالخدمة.

له كل المجد إلى الأبد آمين،

بقلم نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى

مشاركة المقال