وحينما نصير أبناء لله يستقر فينا الروح القدس الذى يعمل فينا فى مراحل متتالية متداخلة، فهو:
1- يبكتنا على الخطية:
– “ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ” (يو 8:16).
2- يقودنا إلى الإيمان بالمسيح:
– “َلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: يَسُوعُ رَبٌّ إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ” (1كو 3:12).
3- يقدس كياننا الداخلى:
– بالميرون “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَالْمَسْحَةُ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ” (1يو 27:3)، لذلك يرشم الكاهن الشخص المعمد 36 رشمًا فى رأسه (تقديسًا للفكر)، وحواسه (تقديسًا للحواس)، وصدره (تقديسًا للقلب)، وظهره (تقديسًا للإرادة)، وذراعيه (تقديسًا لأعماله)، ورجليه (تقديسًا لخطواته). ويسمى هذا السر “التثبيت”، إذ يصير الإنسان هيكلاً لروح الله.
4- يعلمنا كل شئ:
– “كَمَا تُعَلِّمُكُمْ هَذِهِ الْمَسْحَةُ عَيْنُهَا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ حَقٌّ وَلَيْسَتْ كَذِبًا. كَمَا عَلَّمَتْكُمْ تَثْبُتُونَ فِيهِ” (1يو 27:2).
– “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ وَتَعْلَمُونَ كُلَّ شَيْءٍ” (1يو 20:2).
5- يسكن فينا:
– “أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟” (1كو16:3).
6- يثمر فينا:
– “وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ، تَعَفُّفٌ” (غل 22:5).
7- يعطينا قوة للخدمة:
– “سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا” (أع 8:1).
8- يعطينا كلمة الخدمة:
– “وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا.” (أع 4:2).
– “لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ” (مت 20:10).
– “أنا فتحت فمى، واجتذبت لى روحا” (الآية التى ينطق بها الكاهن يوم الرسامة، فاتحًا فمه، مستقبلاً نفخة الروح القدس من الأب الأسقف، قبل أن يتناول جسد الرب ودمه. تمامًا كما فعل الرب مع تلاميذه، إذ مكتوب أنه: “نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ: أقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ. مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ” (23،22:20).
9- يعطينا مواهب الخدمة:
– “لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ. فَإِنَّهُ لِوَاحِدٍ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَمُ حِكْمَةٍ. … وَلآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلآخَرَ عَمَلُ قُوَّاتٍ وَلآخَرَ نُبُوَّةٌ وَلآخَرَ تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ وَلآخَرَ أَنْوَاعُ أَلْسِنَةٍ وَلآخَرَ تَرْجَمَةُ أَلْسِنَةٍ. ..” (1كو 12: 7-11)
فالروح القدس الذى يجمع المؤمنين إلى واحد، هو نفسه يعود فيهب لكل واحد عطية للخدمة، حسب استحسان روح الله، بدون اجتراء من الإنسان، من أجل خلاص نفسه، وبنيان الكنيسة.
وهكذا بالروح القدس، نولد ولادة جديدة من جرن المعمودية، “إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللَّهِ. اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ” (يو 6،5:3). وبالميرون نصير هيكلاً لسكناه. وبعمله المقدس فى حياتنا، واستقراره فى أعماقنا، كمواهب وطاقات وعمل إلهى، وليس – بالطبع – حلولاً أقنومياً، نصير بالحقيقة أبناء الله، وأبناء الله، وأبناء الله ووارثون لله، بالمسيح.