ماذا لو علمتُ بأن ابني يقرأ مجلات أو كتباً مخلة، أو يطالع مواقع إباحية على شبكة الإنترنت ؟يجب أن نتحدث معه بأسلوب الحوار الهادئ، لأن الهدف هنا ليس مجرد أن يمتنع عن الاطلاع عن هذه المجلات الهابطة، أو تلك المواقع الإباحية، ولكن أن تتولد لديه قناعة بأن مثل هذه المشاهد تزيد من اهتماماته وحساسيته الجنسية، مما يخلق داخله حالة من التوتر والقلق الذي كثيراً ما يعوق نموه النفسي السليم في هذه المرحلة المهمة من حياته، كما قد يؤثر على أدائه الدراسي أيضاً.
كذلك ينبغي أن نتحاور معه حول رقى المشاعر الجنسية الإنسانية، وأن الجنس لا معنى له بدون حب، وأن الزواج هو التوجيه الصحيح للطاقة الجنسية، وأنه الآن في مرحلة بنائية تفيده في زواجه مستقبلاً إن هو حافظ على طاقته نظيفة بلا عبث، وأن مثل تلك المواقع تستهدف الإتجار الرخيص بالجنس الذي هو طاقة إنسانية تدفع بالشباب إلى الإنتاج والإبداع، والنجاح في الحياة بوجه عام والحياة الزوجية بوجه خاص.
كيف أحذر أولادي وبناتي من الإعلام الفاضح ؟
لابد من الرقابة على القنوات الفضائية حتى لا نترك أولادنا وبناتنا ضحية للإعلام الفاضح وتجارة الجنس، هذا بالإضافة إلى التوعية السليمة من خلال الحوار، مع توجيههم لقنوات تحترم عقل وإنسانية الإنسان، وتحذيرهم من خطورة هذه النوعية من الأفلام، ونستطيع أن نتخذ لذلك مدخلاً أخلاقياً وروحياً في ذات الوقت .
يمكن للوالدين أيضاً مصاحبة أولادهم وبناتهم أثناء مشاهدة التليفزيون ، والحوار وتبادل الرأي حول بعض المشاهد والمعاني الخارجة عن العرف والتقاليد ، وهذا يفيد في تنمية روح النقد عند الأبناء والبنات، وتدريبهم على حسن اختيار ما يعود عليهم بالفائدة .. من الجانب الآخر فإنه من المؤسف جداً أن نجد بعض الآباء والأمهات يشاهدون مثل تلك الأفلام، وقد يحتفظون بها في بيوتهم بعيداً عن أيدي أطفالهم، بينما هم يدينون أولادهم بشدة إذا لاحظوا اهتمامهم بمثل تلك المشاهد .. وهكذا تسقط القدوة الصالحة، ويسلك الوالدان بأسلوب متناقض مليء بالرياء، ومن ثم تفشل العملية التربوية التي تعتمد أساساً على القدوة الصادقة ..!
عن كتاب “بدون إحراج- دليل الآباء والأمهات للثقافة الجنسية- د. عادل حليم “