هل من الممكن الصداقه تتحول الى حب ؟

الرئيسية / هل من الممكن الصداقه تتحول الى حب ؟

ما الخطأ في أن تتحول الصداقة إلى علاقة خاصة ؟

إن الصداقة البريئة بين الجنسين قابلة للتحول إلىتعلق خاص، وينطبق هذا على كل أنواع الصداقات بين الجنسين، سواء كان الصديقان في مرحلة ما قبل الزواج، أو حتى إذا كان أحدهما أو كلاهما متزوجاً.. فالزواج لا يضمن للزوج عدم التعلق بغير زوجته، والعكس صحيح، ما دامت الصداقة قد تجاوزت

حدودها.

إن القصة تبدأ – غالباً – لطيفة جذابة، فيها يتجه كل من الشاب والفتاة نحو الآخر بعاطفة جارفة غير ناضجة، لا تنصت إلى صوت العقل، ويرفضان

تساؤلات شبابية

أسئلة واجابة

الاستماع إلى من هم أكثر منهما خبرة، وتتطور الأحداث غالباً إلى إحدى النتائج التالية …

كيف تتحقق صداقة سليمة بين الجنسين؟

لكي تتحقق صداقة سليمة بين الجنسين، ينبغي أن نوضح المفاهيم والاتجاهات التالية …

1 – الوعي بمعنى الصداقة:

ينبغي أن يكون لدينا وعي كامل بأن الصداقة بين الجنسين معرضة أن تتحول إلى علاقة خاصة، ولذلك يجب أن ننتبه منذ البداية إلى ضرورة التعامل المتعقل المتوازن بين الجنسين، تعامل فيه احترام لشخص “الآخر”، وفيه ود ولطف ومجاملة مع المحافظة على المسافة والتمايز بين الشخصين .. ينبغي إذن ألاّ تتخطّى علاقة الصداقة بين الجنسين المسافة التي تسمح بالوقار والاحترام، ولا ينبغي أن تتطور م ع مرور الزمن ليُرفع تماماً من بينهما الحد الأدنى من الكلفة والوقار.

 

2-  صديق أم حبيب :    

في مجال التعامل بين الجنسين، ينبغي أن نميز بين “الصديق”      و”الحبيب”، فالشاب (أو الشابة) يمكن أن يصادق الجميع، الشبان والشابات، بلا تخصيص، ولكنه إذا أراد أن يرتبط بشريك الحياة، فإنه يختار شخصاً محدداً.. لذلك فالإنسان يمكن أن يكون له أكثر من “صديق” من الجنس الآخر، ولكن من الصعب جداً أن يكون له أكثر من “حبيب” واحد  من الجنس الآخر.

3 –  لا خصوصيات  :

علينا أن نتجنب اللقاءات الانفرادية، التي تعطي الفرصة لتكوين العلاقات الخاصة، وأن نحرص على أن يكون التعامل بين الجنسين – كما ذكرنا – جماعياً، وقوراً، وفي حدود، يراعي التقاليد الاجتماعية، ويكون عقلانياً أكثر منه عاطفياً، ومسيحياً حقيقياً لا شكلياً.

أما إذا أراد الصديقان أن يرتبطا ارتباطاً زوجياً، عندئذٍ تتحول الصداقة إلى علاقة خاصة هادفة وراقية .. في هذه الحالة يكون الإنسان قد أعطى كل مرحلة من حياته حقها دون خلط أو تخبط، فهو يعيش الصداقة بكامل معناها، صداقة للكل دون خصوصيات، وإذا ما حان وقت الارتباط يعيش الحياة الزوجية أيضاً بكامل معناها.

4 – الأحاديث :

ينبغي أن نتجنب الأساليب التي نتبعها – ولو بغير قصد – والتي تجعل الطرف الآخر يظن أن هناك شخصاً يهتم به اهتماماً خاصاً، مما قد يدفع به إلى سلسلة من التوقعات والاستنتاجات، والتفسيرات، وأحلام اليقظة، وغير ذلك مما يفسد الصداقة البريئة .. فمثلاً ينبغي أن ندقق في اختيار الألفاظ المه ذبة ونستخدم التعبيرات المباشرة في الإفصاح عما نريد دون مواربة، حتى لا نتيح فرصة إساءة فهم الأمور… كذلك ينبغي أن نبتعد عن المدح الزائد، وعبارات الإعجاب المبالغ فيها، وأسلوب الغزل المقنَّع، والتعبيرات والإسقاطات الجنسية التي تُفسد جو الصداقة .. إنما ينبغي أن نرتفع بجو الصداقة إلى مستوى راقٍ بنّاء مهذب نقي، فيه اللمسات الإنسانية والمسيحية بآن واحد.

5- الحوار الهادف البنّاء :

في لقاءات الأصدقاء من الجنسين، ينبغي أن نتبع أسلوب الحوار والمناقشات البناءة .. أما إذا هبط مستوى الفكر، لإإننا ن تدنَّى في سلوكيات واتجاهات غريزية حسّية، و ت ص ير أهداف نا ذاتية أنان ية … لذلك فإذا أردنا تحقيق صداقة سليمة بين الجماعة بصفة عامة وبين الجنسين بصفة خاصة، فعلينا بالحوار المنطقي الراقي الذي يحفظ جو الصداقة راقياً، كما أن جماعة الأصدقاء إذا كانت لها شركة مسيحية حقيقية، فإن الصداقة تصبح نقية، وتزداد إيجابياتها بسبب روح المحبة الأصيلة.

6- الهدف الروحي الواحد:

وحتى تتحقق للصداقة بين الجنسين المواصفات السابقة،نحتاج جداً أن تكون الصداقة في مناخ روحي سليم ، وأن نكون نحن مسيحيين حقيقيين، نُرضي الرب بكل قلوبنا، ونجعله هو هدف حياتنا، وعندئذٍ تكون الصداقة نقية بناءة، بقدر نقاوة القلوب، وتصبح الصداقة عاملاً مهماً في نمو الشخصية، والتوازن النفسي والنضج الاجتماعي والروحي. .   ينبغي إذن ، أن يكون البُعد الروحي واضحاً بل وأساسياً، فيكون هو الحجر الراسخ الذي تُبنَى عليه الصداقة الجماعية، فالاشتراك معاً في التناول من الأسرار، والاشتراك معاً في اجتماعات الصلاة، والالتفاف حول كلمة الله الحية، يدعم – بلا شك – روابط الصداقة، ليس على أساس اجتماعي عادي، بل على أساس روحي متين، ويضمن للصداقة استمرار نقاوتها، ويقيها من الانحرافات، ويجعل هدف الصداقة واضحاً ألا وهو شركة الجماعة الحية في المسيح ( راجع أعمال42:2-47).

الإجابة للدكتور عادل حليم
مسئول مجموعة التربية الأسرية بأسقفية الشباب

 

مشاركة المقال