عمل الروح القدس فينا
حرف سفر الأعمال الرسل ، سفر أعمال الروح القدس. هذا لأن روح الله كان يتواجد في آبائنا الرسل ، طوال حياتهم ، وبعد أن حل عليهم وملهمهم. كان “القوة” التى أنتظرها الرسل فى حالة صلاة دائمة ، فأخذوها ونالوها. و “القائد” الذي يوجه كل تحركاتهم وخدماتهم وأفكارهم. وكان “الفعل” يعيش أستطاع أن يغير الناس ، وكته اليهود ، وشعوب الأرض ، لتؤمن بالسيد المسيح ، إلهًا متجسدًا ، وفاديًا ومخلصًا.
سوف يلتقى دارس سفر الأعمال ، في كل صفحات السفر ، وهي مجرد أمثلة:
1- قوة الشهادة
وعد الرب تلاميذه الأطهار بحلول روحه القدوس عليهم فقال: “لَكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِى شُهُودًا فِى أُورُشَلِيمَ وَفِى كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ” (أع 8:1).
وبالفعل، حينما ندرس سفر أعمال الرسل، سنجد أنه يتحدث عن هذا الإنتشار التدريجى الساحق للمسيحية فى العالم. ففى الإصحاحات من 1-7 كانت البشارة منحصرة فى أورشليم حتى رجم اسطفانوس أو الشهداء ونقرأ فى بداية إصحاح 8: “وحَدثَ فى ذلكَ اليومِ اضطِهادٌ عظيمٌ علَى الكنيسةِ التى فى أورُشليمَ، فتشَتَّتَ الجميع فى كوَرِ اليَهودَّيةِ والسّامِرَةِ، ما عَدا الرُّسُلَ” (أع 1:8).
وهكذا نسمع عن الخدمة فى السامرة، وفى إصحاح 13 تنشر الخدمة إلى كل الأرض من خلال رحلات الرسل الأطهار، خصوصًا الرسول بولس.. حتى قيل عنهم أنهم “فَتَنُوا الْمَسْكُونَةَ” (أع 6:17).
2- الملء الدائم
أستخدم سفر أعمال الرسل تعبيرات أو (أزمنة) مختلفة، ليشرح لنا أن الملء بالروح القدس هو جهاد الحياة كلها. لذلك نجد أن الرسل “وامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ” (أع 4:2). ثم تجدد الملء مع معلمنا بطرس حين وقف أمام اليهود بعد شفاء المقعد إذ يقول السفر: “حِينَئِذٍ امْتَلأَ بُطْرُسُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ” (أع 8:4). ثم نقرأ عن الشمامسة المختارين إنهم كانوا “مَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ” (أع 3:6)، (انظر أع 5:7، 24:11)، ثم يقول السفر عن التلاميذ إنهم: “وَأَمَّا التَّلاَمِيذُ فَكَانُوا يَمْتَلِئُونَ مِنَ الْفَرَحِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ” (أع 52:13).
إذن فهناك “امتلاء” (أكثر من مرة)، “يمتلئون”، “ممتلئ”.. وهذا معناه أن المؤمن يسأل روح الله فى كل وقت أن يملأه، فالملء ميكانيكيًا وليس أقنوميًا، بل هو عمل روح الله المتجدد فى جميعنا، نأخذه من خلال الإلحاح فى الصلاة قائلين: “تفضل يارب وحل فينا، وطهرنا من كل دنس أيها الصالح، وخلص نفوسنا” (قطع الساعة الثالثة)، ونكررها فى هجعات نصف الليل.
3- عمل روح الله
إن روح الله يقوم بأعمال جوهرية كثيرة فى حياة المؤمن، نذكر منها على سبيل المثال :
– يبكت الإنسان على خطاياه ليتوب عنها (يو 8:16).
– يرشد الإنسان إلى طريق الخلاص (يو 13:16، يو 26:14).
– يذكر الإنسان بكلمات الرب فى المواقف المختلفة (يو 26:14).
– يقدس الإنسان ويطهره من أدناس الخطيئة (أع 2:3).
– يثمر فى الإنسان ثمار روح الله القدوس (غل 22:5).
– يعطى مواهب للإنسان فى كل ضيقة تقابله (يو 26:14).
إن الرب قد جهز لنا الفداء على الصليب ، وروح الله ينقل بركات الفداء إلينا ، لنصير أبناء الآب الوحيد!
لذلك فالجهاد الأساسى للخادم أن يطلب ملء الروح المتجدد ، ليستطيع أن يخدم بالروح ، وتكون خدمته روحية.
هيا نصلى معًا “أيها الملك السمائى المعزى ، روح الحق الحاضر فى كل مكان ، المالئ الكل ، كنز الصالحات ، معطى الحياة ، هلم تفضل وحل فينا وطهرنا من كل دنس أيها الصالح ، وخلص نفوسنا”.