مقالات

الرئيسية / قسم "مقالات" ()

خمسة شواهد على لاهوت السيد المسيح – نيافة الأنبا موسى

يحاول البعض أن ينكر إلوهية السيد المسيح – له المجد – الذى جاء إلينا من السماء، وتجسد من مريم العذراء، ليصير قريبًا منا، يتحدث إلينا، ونستمع إليه.. وفى سنوات تواجده على الأرض أظهر أنه:

+ حكيم… بلا حدود..                + قدير… بلا حدود         + خاق يخلق من الطين عينًا.

ومنذ أن شرف الرب عالمنا هذا، وأخذ لنفسه طبيعتنا البشرية، والشيطان يحاول جاهدًا أن ينال من سر التجسد العظيم.

ومع أن آلاف البدع والهرطقات حاولت أن تنتقص من إلوهية الرب، إلا أن السيد المسيح له المجد “وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ” (رو 4:1).

ومقال صغير كهذا لا يتناسب مع هذا الموضوع الخطير، ولكنه مجرد مفاتيح بسيطة نقدمها لشبابنا المبارك، ثم نحيله بعدها إلى كتابات الكنيسة والآباء التى استفاضت فى شرح هذا السر الهام.

تقديم مهم: نحن لا نرفع إنساناً يدعى يسوع إلى مصاف الألوهة، ولكننا بالعكس نؤمن أن أقنوم الكلمة هو الذى تنازل وتجسد وظهر لنا فى شخص يسوع المسيح. فليس الرب إنساناً نحاول أن نؤلهه ونعبده، بل هو الله وقد تنازل وظهر فى الجسد، “وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً” (يو 14:1).

لذلك فكل اجتهادات مقاومى المسيحية، التى يحاولون فيها إثبات ناسوت المسيح لا تضرينا فى شئ، بل بالعكس، فنحن من أن مسيحنا هو الكلمة المتجسد، لاهوت كامل، وناسوت كامل، اتحد فى طبيعة واحدة.

قراءة المزيد…

حقائق غائبة – نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب

فى مقال بعنوان “الحقيقة الغائبة” المنشور بجريدة “الأسبوع” (عدد 10 يناير 2005)، خلص الصديق العزيز المستشار طارق البشرى إلى النتائج التالية :

1- أن الأحداث الأخيرة (الخاصة بموضوع السيدة وفاء قسطنطين) أحدثت جرحاً مع الدولة، لأن الإدارة الكنسية أجبرتها فى لحظة ضعف ووهن، على أن تسلم لها مواطنة بغير حق “… وأن دولة مستبدة… أعطت جزءاً من استبدادها لهيئة خاصة هى الإدارة الكنسية القبطية الأرثوذكسية” كما جاء بنص المقال.

2- كما أن هذه الأحداث تركت “جرحاً لدى المسلمين، لأن هذه السيدة أو السيدتين أو أكثر اللاتى تسلمتهن الكنيسة، كن جميعاً أو بعضهن قد صرن إلى الإسلام”.

3- وجرح ثالث مع القبط “لأن الإدارة الكنسية اكتسبت من الدولة سابقة تعتبرها حقاً، وهى أن تسلم لها الدولة من تطلبه الكنيسة من القبط، وهذا أمر لم يحدث قط فى التاريخ السابق”.

المقدمات التى ساقها المقال :

لقد بنى الصديق العزيز المستشار طارق البشرى هذه النتائج على مقدمات كثيرة ذكرها فى المقال، ونذكر منها :

1- أن الإدارة الكنسية انتزعت لنفسها سلطة الإمساك بالناس، وتحديد أقامتهم، وحفظهم فى أماكن خاصة تسيطر عليها هذه الهيئات من دون الدولة المركزية. لأن هذا الإمساك، والحفظ، وتحديد الإقامة هو من ممارسات استخدام العنف المادى، ومن ممارسات الجبر والقهر، وهو من خصائص الدولة ومؤسساتها.

قراءة المزيد…

القداسة والأثمار – نيافة الأنبا موسى

القداسة والإثمار، تعتبر كهدف ثالث, بعد التوبة والنمو الروحى لابد أن يسعى إليه الخادم فى حياته الخاصة، وفى حياة مخدوميه.. فما معنى القداسة؟ وما هى معوقاتها؟ وكيف الطريق إليها، كما يعلمنا آباء الكنيسة؟

1- مفهوم القداسة:

– ليست القداسة هى العصمة من الخطيئة، فلا أحد معصوم من الخطيئة، إلا واحد هو الله.

– ولكنها الجهاد ضد الخطيئة بكل الطاقة، بغية الإنتصار عليها، ونزعها من القلب، فإذا ما سقطنا لا نيأس، لأن رجاءنا فى الله لا يخيب أبداً.

– وفى هذا يقول معلمنا يوحنا: “يَا أَوْلاَدِى، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَىْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ

كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً” (1يو 1:2-2).

– إذن، فالمطلوب منا أن نجاهد حتى لا نخطئ، ولكن إحتمال وقوع الخطيئة وارد، والشفيع الكفارى موجود، طالما نقدم عن خطايانا توبة أمينة.

– وفى هذا يقول الآباء: “أليق بنا أن نموت فى الجهاد، من أن نحيا فى السقوط”.

– ويوصينا الكتاب أن نصرخ نحو الخطيئة قائلين: “لاَ تَشْمَتِى بِى يَا عَدُوَّتِى، إِذَا سَقَطْتُ

أَقُومُ، إِذَا جَلَسْتُ فِى الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِى” (مى 8:7).

– “وَكُلُّ مَنْ يُجَاهِدُ يَضْبِطُ نَفْسَهُ فِى كُلِّ شَىْءٍ” (1كو 25:9).

قراءة المزيد…

العوامل المؤثرة فى تكوين الشباب – نيافة الأنبا موسى

أولاً: العوامل المؤثرة فى تكوين الشباب

تتباين نوعيات الشباب بسبب عوامل كثيرة منها :

1- العوامل الوراثية : كالذكاء والأمراض.

2- العوامل المادية : بين فقير ومتوسط وثرى

3- العوامل التربوية : أى نوع من التربية تلقاه الشباب.. ما هو المستوى الروحى والثقافى والإجتماعى والحضارى الذى نشأ فيه الشاب أو الشابة.

4- العوامل البيئية : هل نشأ فى قرية أم مدينة.. فى حىّ شعبى أو متوسط أو ثرى أو خارج مصر..

5- العوامل الشخصية : ماذا واجه الشاب وهو طفل.. وهو فتى.. وهو فى شريحة الشباب؟

6- العوامل الوجدانية : من هم أصدقاء الشاب؟ وما نوعيتهم؟ وما مدى تأثيرهم عليه: سواء من جهة
التأثير (الكم) أو نوعية التأثير (الكيف)؟

قراءة المزيد…

العقل بين السقوط والخلاص(أ) – نيافة الأنبا موسى

لاشك أن العقل – العنصر الثانى فى الشخصية الإنسانية بعد الروح – هو هبة أساسية من الله للإنسان: ومنذ طفولتنا ونحن نعرف أن الإنسان – حيوان عاقل.. وإن كنا نتضايق من تعبير حيوان، لكن الحقيقة العلمية هى أننا نتفق مع الحيوان فى أن تكون لنا نفس غريزية وجسد مادى محسوس، أما الإنسان فيتميز عن الحيوان بأن له عقلاً يفكر، وروحاً تتصل بالله.

وإن كنا قد تحدثنا سابقاً عن الروح التى بها نتصل بالله، وندخل فى أمور الإيمان والسماء والخلود، كما تحدثنا عن الوسائل التى بها تشبع أرواحنا: كالصلاة والإنجيل والتناول والإجتماعات الروحية والقراءات الروحية والخدمة الكنسية، فنحن الآن نبدأ حديثنا عن العنصر الثانى فى الإنسان وهو العقل.

والعقل عنصر أساسى فى الشخصية الإنسانية، ويستحيل أن تكون شخصية الإنسان متكاملة، ما لم يكن عقله ناضجاً مفكراً. وإذا فقد عقله فقد أهليته ولم يعد مسئولاً عن أفعاله، ومن حق السلطة أن تحجر عليه أو تحجزه إن ظهرت منه خطورة على من حوله. وأن كان الله قد خلق الإنسان على صورته ومثاله، فعلى الإنسان أن يهتم بهذه العناصر، التى تسهم فى أن يتحقق قصد الله من خلقة الإنسان.

قراءة المزيد…

عمل الروح القدس فينا – نيافة الأنبا موسى

وحينما نصير أبناء لله يستقر فينا الروح القدس الذى يعمل فينا فى مراحل متتالية متداخلة، فهو:
1- يبكتنا على الخطية:
– “ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرٍّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ” (يو 8:16).
2- يقودنا إلى الإيمان بالمسيح:
– “َلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: يَسُوعُ رَبٌّ إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ” (1كو 3:12).
3- يقدس كياننا الداخلى:
– بالميرون “وَأَمَّا أَنْتُمْ فَالْمَسْحَةُ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ” (1يو 27:3)، لذلك يرشم الكاهن الشخص المعمد 36 رشمًا فى رأسه (تقديسًا للفكر)، وحواسه (تقديسًا للحواس)، وصدره (تقديسًا للقلب)، وظهره (تقديسًا للإرادة)، وذراعيه (تقديسًا لأعماله)، ورجليه (تقديسًا لخطواته). ويسمى هذا السر “التثبيت”، إذ يصير الإنسان هيكلاً لروح الله.

قراءة المزيد…

ثمار الصليب – نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب

منذ أيام قدمـاء المصرييــــن والصليب علامة حياة، وقد اتخذوا “مفتاح عنخ” الذى يشبه الصليب فى شكله علامة الحياة بعد الموت، حيث كلمة “عنخ” معناها (حياة).

نعم… فالرب حين مات عنا على عود الصليب، مات الناسوت فيه، وظل اللاهوت متحداً بعناصر الناسوت الثلاثة: الجسد الإنسانى والنفس والروح الإنسانية.

والسبب بسيط، فاللاهوت خالد لا يموت، وغير محدود، ممكن أن يظل متحداً بالجسد المسجى فى القبر، وبالنفس الإنسانية والروح الإنسانية، اللتين ذهبتا إلى الفردوس، بعد أن أطلقتا الأنفس والأرواح التى كانت فى قبضة إبليس فى الجحيم، مكان انتظار الأشرار.

نعم… فقبل الصليب كانت نفوس الأبرار مع نفوس الأشرار فى مكان واحد، وإن كان الفرق الجوهرى أن النفس البارة تنتظر المسيح المخلص، الذى سينقلها إلى الفردوس، أما النفس الشريرة فهى تنتظر يوم العقاب النهائى، والحكم الأبدى، حين تنتقل إلى جهنم.

قراءة المزيد…

تساؤلات حول الزواج فى المسيحية – نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب

1- ما هو مفهوم الزواج فى المسيحية؟ وما هى الخطوات الطقسية للزواج؟

الزواج فى المسيحية هو أحد أسرار الكنيسة السبعة وهى:

المعمودية – الميرون- التناول – التوبة- مسحة المرضى- الزواج- الكهنوت… بمعنى أنه أمر مقدس، يجب أن يتم بممارسة شعائر دينية بواسطة الآباء الكهنة.

ويتلخص طقس الزوج فيما يلى:

1- المناداة باسم الزوجين ومباركة الدبلتين (علامة التوافق ورباط المحبة).

2- صلاة شكر لله من أجل توفيقه.

3- طلبات تحوى نصائح وتشرح قدسية هذا السر المقدس.

4- فصول من الإنجيل حول الزواج، وكيف يكون مقدساً؟

5- دهن بالزيت للبركة فى الجبهة والرقبة واليدين.

6- الصلاة على أكاليل يلبسها العروسان، علامة الفرح والاستعداد للحياة المقدسة.

7- وصايا للزوجين حتى يلتزما بها حفظاً لكيان الأسرة.

قراءة المزيد…

مع مسيح القيامة – لنيافة الأنبا موسى

مع خيوط الفجر الأولى… والظلام باقٍ…

صاحبت المجدلية فى طريقها إلى القبر المقدس…

سألتها : ماذا تتوقعين؟ الحراس المدججون بالسلاح… قائمون هناك وساهرون!!

والحجر الضخم الموضوع على فم القبر… يستحيل أن تحركه يداك الرقيقتان!!

والختم الرسمى… من الخطورة بمكان، أن تحاولى إزالته!!

ما قيمة الأطياب التى تحمليها إذن؟! وكيف ستكفنين المخلص؟!

صمتت المجدلية قليلاً، ثم قالت :

أسئلة صعبة وعسيرة… جوابها الوحيد هو الحب!!

فالحب الواثق فى المحبوب… لا يستحيل عليه شئ…

فالمحبوب هو المخلص… القادر على كل شئ!!

سرت معها متعجباً من حبها…الذى يتحدى الظلام… والبرد… والحراس… والحجر… والختم!!

سرت معها ألمح فى عينيها الإصرار… إصرار يختلط بالدموع… واعتزاز…

اعتزاز يدعمه الإيمان!!

قراءة المزيد…

قانون الأيمان المسيحى – لنيافة الأنبا موسى

قانون الإيمان المسيحى، الذى بدأ إعداده فى مجمع نيقية، وهو المجمع المسكونى (العالمى) الذى اجتمعت فيه كل القيادات الكنسية المسيحية لكى “تقنن” الإيمان المسيحى بعبارات واضحة وحاسمة لا تسمع بالإنحراف أو المزايدة أو التلاعب..

كانت المسيحية تتعرض للكثير من محاولات التخريب والهجوم، من الهراطقة الذين انحرفوا عن الإيمان القويم، وهذه كانت سلسلة متتالية الحلقات، استمرت فى القرون الأولى، وكانت هدف الهراطقة سببًا فى “تقنين” الإيمان المسيحى، بما لا يدع فرصة للتحريف أو التشويه أو الفهم الخاطئ.

جاء “آريوس” “لان ابي اعظم مني” (يو14: 28)، ليطعن فى ألوهية السيد المسيح.. ثم جاء “مقدونيوس”، ليطعن فى ألوهية الروح القدس.. وجاء “سابليوس” ليجعل من الأقانيم الثلاثة أقنومًا واحدًا.. وجاء “نسطور” ليفصل لاهوت المسيح عن ناسوت.. وكانت كل هذه الهرطقات سببًا فى عقد مجامع مسكونية عديدة، تناقش فيها قادة المسيحية فى تلك العصور، ليكتبوا وبألفاظ محددة، منطوق الإيمان المسيحى، ليكون هذا القانون مرجعًا ومقياسًا وضابطًا لكل من تسول له نفسه الإساءة إلى هذا الإيمان أو محاولة الانحراف به.

قراءة المزيد…