عوامل تشويش الفكر الأرثوذكسى – نيافة الأنبا رفائيل
عوامل عديدة تشابكت لتفسد الفكر الأرثوذكسى الآبائى
من جهة حياتنا مع الله وعلاقتنا به، ولعل أبرز هذه العوامل (النزعة الفردية فى الخلاص) التى يتبناها المنهج البروتستانتى، وكذلك
(النسكيات المتطرفة) التى كان يتبناها المنهج الكاثوليكى الغربى.
ولعل أهم الموضوعات التى أحباها الغموض والإنحراف موضوع (توبتنا)، وأزعم أننى أستطيع تلخيص ما يدور بذهن الشباب من جهة التوبة فى هذه النقاط :
1- أن التوبة هى رجعة حاسمة عن الخطية يعقبها قداسة السيرة بدون سقطات.
2- أن الرجوع للخطية بعد الإعتراف معناه أن توبتى لم تكن حقيقية وهى غير مقبولة.
3- إن إرتباطى بالمسيح يستلزم قداسة السيرة… وهذه القداسة تحتاج مجهود عنيفاً واستمرارية فى عدم الخطأ.
4- بما أننى – عملياً – لا أستطيع ألا أخطئ، وليس لدى مقدرة على السلوك فى نسكيات عنيفة.. لذلك فإما أن :
أ- أعيش بقلبين أحدهما يليق بالكنيسة ويكون لى صورة التقوى بها دون قوتها. والآخر يليق بحياتى الخاصة وبالعالم وأوافقه على كل إنحرافاته.
ب- أو أنه لا فائدة ولنترك الكنيسة لمن يستطيع، أما أنا (فلنأكل ونشرب لأننا غداً نموت).