أولا: قام فى اليوم الثالث
“الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ. وَأَنَّهُ دُفِنَ وَأَنَّهُ قَامَ فِى الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ” (كو15: 3-4). وهذا يوضح أن موت السيد المسيح وقيامته كانا تتميمًا لنبوات قديمة راسخة, وردت فى كتب العهد القديم, حتى أن التلاميذ “لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِى أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ” (يو9:20).
الفداء – إذن – مخبوء فى العهد القديم!! والقيامة أيضًا, مذكورة فى أسفاره!!
كان اسحق رمزًا للسيد المسيح, فهو الابن الوحيد الحبيب, وهو المطلوب أن يقدم كمحرقة إرضاء لله , وسوف يقدم ذبيحة بطريقة سفك الدم, لأن “َبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ!” (عب 9: 22), وهو المطيع حتى الموت، وسر امتداد البركة إلى أجيال وآلاف عديدة .. ولكن كان رمزًا لقيامة السيد المسيح, وفى هذا نقول فى القسمة يوم الخميس العهد: “وكما رجع اسحق حيًا, هكذا قام المسيح حيًا من الأموات“.
“كَمَا كَانَ يُونَانُ فِى بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ، هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِى قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ” (مت 40:12).
والرمز هنا ليس فقط فى الموت والقيامة, إذ كان يونان فى حكم الميت، ثم قام من الأموات حين قذفه الحوت إلى البر.. وفى رمز المدة الزمنية إذ كان تعبير يوم وليلة يعنى 24 ساعة, وكانت الساعة = “شرعيًا” يومًا وليلة, أى يومًا كاملاً.. بدليل أن أستير طلبت من أحبائها أن يصوموا عنها “ثلاثة أيام وثلاث ليال”، وهكذا تدخل إلى الملك, ثم نراها دخلت إلى الملك فى اليوم الثالث (أنظر أس 1:5,16:4).. كما أن الرب قصد أن يقوم فى وجود الحراس إذ أمر بيلاطس بضبط القبر “إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ” (مت 64:27)… تأكيدًا لقيامته علنًا، والحراس موجودون!
لكن يونان أشار إلى السيد المسيح فى أمور أخرى مثل “دخول الأمم إلى الإيمان“, فالرب يسوع هو “مُخَلِّصُ الْعَالَمِ” (يو 42:4) الذى “أَحَبَّ .. الْعَالَمَ” (يو 16:3). كما أن يونان = “حمامة” كان رمزًا للرب يسوع “سَلاَمُنَا” (أف 14:2), و”رَئِيسَ السَّلاَمِ” (أش 6:9).
3- يوم الكفارة : تيس عزازيل
اعتاد اليهود فى “يوم الكفارة العظيم” (لا 16), أن يقدم هرون ثور الخطية بالأسلوب المعتاد لذبيحة الخطية, ليكفر عن نفسه وعن بيته, ثم “َيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِى خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِى خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيًّا أَمَامَ الرَّبِّ، لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ” (لا 16: 7–10). وفى هذا الطقس نرى بوضوح أن الذبيحة المقدمة عن شعب الله, كان لابد أن:
1- ُيسفك دم واحدة. 2- وتطلق الأخرى رمزًا للقيامة من الأموات..
لذلك رسم الطقس استخدام تيسين, أحدهما يرمز للموت, ويموت فعلاً ويسفك دمه, والآخر يشير إلى القيامة, إذ يطلق حيًا إلى البرية. أنه اجتهاد من الطقس, أن يشير إلى موت الرب يسوع وقيامته، فمع أن الرب مات عنا حاملاً خطايانا, لكن الموت لم يمسكه, فهو القدوس الذى بلا خطية, الإله المتجسد.. وهكذا مات وقام عنا, لنموت معه, ونقوم أيضًا بقيامته!
ثانيا- نبوات عن قيامة السيد المسيح “أَنَا اضْطَجَعْتُ وَنِمْتُ.. اسْتَيْقَظْتُ لأَنَّ الرَّبَّ يَعْضُدُنِى” (مز 5:3).
كانت بعض شخصيات العهد القديم، ترمز إلى السيد المسيح مثل اسحق ويونان، وكذلك بعض الأعياد مثل “عيد الكفارة”… وهنا نجد نبوات ايضا عن القيامة فى
ا- مزامير داود النبى
أَنَا اضْطَجَعْتُ وَنِمْتُ.. ثم اسْتَيْقَظْتُ…
يصلى كبير الكهنة, فى طقس الدفنة, فى جمعة الصلبوت, المزمور الاول والثانى، وفى الثالث يبدأ قائلاً: “يَا رَبُّ، مَا أَكْثَرَ مُضَايِقِىَّ! كَثِيرُونَ قَائِمُونَ عَلَيَّ، كَثِيرُونَ يَقُولُونَ لِنَفْسِى: “لَيْسَ لَهُ خَلاَصٌ بِإِلهِهِ”. أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَتُرْسٌ لِى.. أَنَا اضْطَجَعْتُ وَنِمْتُ…” ويتوقف هنا ولا يقول: “اسْتَيْقَظْتُ” وذلك إنتظارًا لأخذ “أيقونة الدفن” من على المذبح، إعلانًا للقيامة المجيدة.. ويقول “ثم استيقظت“. وهذه نبوءة عن الفداء والقيامة..
إن الأب الكاهن يتوقف عند نوم (موت) المسيح (فى طقس الدفنة) تاركاً باقى المزمور إلى يوم القيامة المجيدة, وقداسها المفرح.. وألحانها الخالدة:
– “يا كل الصفوف السمائيين.. رتلوا لإلهنا بنغمات التسبيح .. وابتهجوا معنا اليوم فرحين .. بقيامة السيد المسيح”.
– المسيح قام من الأموات .. بالموت داس الموت والذين فى القبور أنعم لهم بالحياة الأبدية.
جاء فى الإصحاح السادس من سفر هوشع النبى, خبر قيامة الرب قبل حدوثها بحوالى 800 سنه, حين قال:
“يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ، فِى الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ. لِنَعْرِفْ فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ الرَّبَّ. خُرُوجُهُ يَقِينٌ كَالْفَجْرِ. يَأْتِى إِلَيْنَا كَالْمَطَرِ. كَمَطَرٍ مُتَأَخِّرٍ يَسْقِي الأَرْضَ” (هو1:6-3).
واضح أن النبوءة هنا عن القيامة المجيدة, وثمراتها فى حياتنا، فنحن بالقيامة سنحصل على البركات التالية:
1- الحياة: يحينا بعد يومين … فنحيا أمامه … فالقيامة هى سر حياتنا الروحية فى المسيح.
2- الشفاء: افترس فشفينا, ضرب فيجبرنا …. والقيامة شفت التلاميذ من كل الشكوك والتعبيرات.
3- المعرفة : لنعرف …. وإذ نتتبع الرب نعرفه … فالقيامة عرفتنا أن السيد المسيح هو “الإله المتجسد“
4- الإستنارة : إذ يشرق نور القيامة علينا كالفجر … فنور القيامة يفرح القلب ويضئ الطريق.
5- ثمار الروح: إذ يسقينا مطر القيامة, فيثمر فينا روح الله …
حقًا … لقد مات الرب …. حسب الكتب!!
وقام أيضًا … حسب الكتب!! …له كل المجد!!
مباركة قيامة الفادى، التى أقامتنا معه من موت الخطية، إلى حياة أبدية، وملكوت مجيد.