الجهاد الروحى
كيف أتغير؟
1- الجهاد الإنسانى:
الإنسان يتغير بدور إيجابى منه، ودور إلهى من نعمة المسيح…كيف؟ ما هو دور الجهاد الإنسانى؟
يعتمد الجهاد الإنسانى على 4 نقاط, يجب أن تتوفر لدى الإنسان, ليستطيع الرب أن يعمل فيه بروحه القدوس, ويخلصه… وهذه هى:
1- صدق النية 2- بذل الجهد 3- الشبع الروحى والأعمال الصالحة 4- السهر الروحى
1- صدق النية:
والمقصود بها أن يكون الإنسان الخاطىء مهتمًا بخلاص نفسه, ومقتنعًا بأهمية ذلك, ولديه نية صادقة للجهاد الروحى, فى طريق الخلاص.
فالإنسان لا يخلص رغمًا عن إرادته, بل بمحض إرادة الحرَّة. وإلهنا لا يريد دمى, أو قطع شطرنج, يحركها بالريموت كونترول!! بل بالحرى يقف على الباب ويقرع, إلى أن يفتح له الإنسان قلبه, فيدخل إليه!!.
“هَأَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِى، وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِى” (رؤ 20:3).
ألم ينادى الرب أورشليم مرات عديدة, ولسنين طويلة لكى نتوب, وهى التى رفضت؟!
“يَا أُورُشَلِيمُ يَا أُورُشَلِيمُ يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ، كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا؟! هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً!” (مت 37:23, 38).
“وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا قَائِلاً: إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضاً حَتَّى فِى يَوْمِكِ هَذَا مَا هُوَ لِسَلاَمِكِ؟ وَلَكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِىَ عَنْ عَيْنَيْكِ. فَإِنَّهُ سَتَأْتِى أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ وَيُحْدِقُونَ بِكِ وَيُحَاصِرُونَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ فِيكِ وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَراً عَلَى حَجَرٍ لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِى زَمَانَ افْتِقَادِكِ” (لو 41:19-44).
إذن… هناك نداء إلهى, وزمان افتقاد لها, وتنبيهات من الروح القدس.. المهم أن نستجيب لها, ونطلب خلاص أنفسنا بصدق نية… ألم يسأل الرب المفلوج: “أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟” (يو 6:5).
2- بذل الجهد
فمن يطلب الخلاص بنية صادقة, عليه أن يبذل الجهد, مقاومًا ضد الخطية… عملاً بقول الرسول:
“لَمْ تُقَاوِمُوا بَعْدُ حَتَّى الدَّمِ مُجَاهِدِينَ ضِدَّ الْخَطِيَّةِ” (عب 4:12).
وما أكثر القديسين والقديسات, الذين جاهدوا وقاوموا حتى الدم فعلاً, ضد الخطية!! نذكر هنا القديسة بربتوا, والقديسة فيلستاس, والشاب الذى قطع لسانه هربًا من الخطية, والفتاة التى هربت من الخطية بحيلة مع الشخص الذى أسرها!!
ويظهر بذل الجهد فى صور عديدة مثل:
أ- ضبط الحواس: ماذا أسمع؟ وماذا أشاهد؟, وبماذا اتكلم؟
ب- العلاقات المقدسة: من هم أصدقائى؟ هل من بينهم من يشكلون خطورة على خلاصى؟
ج- المقاومة المستمرة: فلا أترك نفسى لإيحاءات الخطية. أن جاءت كفكرة, أمنعها من أن تتحول إلى انفعال, ثم إلى فعل, ثم إلى عادة, ثم إلى انحراف؟! والهروب هو أهم وسيلة لذلك “اهرب من الخطيئة هربك من الحية فانها ان دنوت منها لدغتك” (سيراخ21: 2). “اما انت يا انسان الله فاهرب من هذا” (1تى 6: 11).
د- أن سقطت أقوم: فوعد الرب صادق:
– “َمَنْ يُقْبِلْ إِلَىَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجاً” (يو 37:6).
– “الصِّدِّيقَ يَسْقُطُ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَيَقُومُ. أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَعْثُرُونَ بِالشَّرِّ” (أم16:24).
– “لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ، إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي” (مى 8:7).
مقال لنيافة الحبر الجليل الأنبا موسى