Tag Archives: تسبحة كيهك

الرئيسية / Posts tagged "تسبحة كيهك"

تساؤلات حول شهر كيهك

لماذا شهر كيهك ؟؟

الكنيسة تكثر التسبيح فى شهر كيهك وقبل عيد الميلاد (29 كيهك) استعداداً لاستقبال ميلاد ربنا يسوع المسيح، وكأنها تُعد الأرض كلها بالتسبيح لتصير سماء ثانية يحل فيها الكلمة المتجسد .

وتُعد قلوبنا أيضاً بالتسبيح لتصير سماء ثانية يسكن فيها المسيح. ولعل فى ذلك إشارة إلى اعتكاف السيدة العذراء من سن 3 سنوات وهى تداوم التسبيح والتمجيد لله حتى استحقت أن تسمع البشارة السماوية من فم رئيس الملائكة غبريال بأن المولود منها يدعى ابن الله ..

 وهكذا عندما نعتكف نحن أيضاً فى الكنيسة بالتسبيح والتمجيد خلال هذا الشهر المبارك ننتظر ميلاد ربنا يسـوع المسيح ” والكلمة صار جسداً وحل بيننا “(1)، ولكى نتأهل أن يحل المسيح بالإيمان فى قلوبنا.
ولذلك ارتبطت تسابيح شهر كيهك بمعانى كثيرة عن التجسد الإلهى والميلاد العجيب والرموز والنبوات التى أشارت إليها ..

 وذلك وبصفة خاصة فى الثيئوطوكيات التى وُضعت أساساً لتأكيد عقيدة التجسد الإلهى من العذراء والدة الإله  بعد مجمع أفسس سنة 431م برئاسة القديس العظيم البابا كيرلس الأول عمود الدين، وذلك ضد بدعة نسطور الذى أنكر أن السيدة العذراء والدة الإلـه (ثيؤطوكوس) وكانت خطورة ذلك أنها لو لم تكن والدة الإله لما كان المسيح هو الله ..

 ولذلك جاءت السبع ثيئوطوكيات تتحدث بعبارات لاهوتية منظومة وقوية عن التجسد والميلاد ورموز العذراء مريم فى العهد القديم وارتباطها بالتجسد الإلهى .. مثل أنها قدس الأقداس، والتابوت المصفح بالذهب، وغطاء التابوت، وقسـط المن، والمنارة الذهب، والمجمرة الذهـب، وعصا هارون، وزهرة البخور، والعليقة، والسلم الذى رآه يعقوب، وجبل سيناء، والجبل الذى رآه دانيال، والباب الذى رآه حزقيال، ومدينة الله، والسحابة، والفردوس العقلى، والسماء الثانية الجديدة، وعجينة البشرية، والمرأة المتسربلة بالشمس، ولوحى العهد.

وهذه الرموز وردت بصورة مركزة فى الثيئوطوكيات وتحدثت بها وعنها المدائح المنظومة باللغة العربية باستفاضة، وتتكرر أيضاً فى الطروحات التى تُقرأ أثناء تسبحة سبعة وأربعة

وتحدثت الثيئوطوكيات عن ارتباط هذه الرموز بالعذراء القديسة مريم بكونها والدة الإله وبالتالى تحدثت عن التجسد الإلهى كعقيدة أساسية فى إيماننا المسيحى عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد وهنا نشير إلى أن الكنيسة بالإشارات الكثيرة عن التجسد والميلاد فى نغم مفرح وجميل تؤهلنا للاستعداد باشتياق لهذا اليوم المفرح يوم عيد الميلاد فندرك عظمة محبة الله وتواضعه إذ أنه ” .. أخلى نفسـه آخذاً صورة عبد صائراً فى   شبه الناس “

(يو1: 14). (2)- (اف 3 : 17). (3)- (1تى3: 16)

. فنمجده بقلوب نقية فى هذا العيد المبارك، ولعلنا ندرك أن الاسـتعداد لأى شئ فى حياتنا يجعل لنا فيه فائدة كبيرة.. فكلما أعددنا نفوسـناوقلوبنا فى شهر كيهك كلما استفدنا من عيد الميلاد فى حياتنا، وكان له فاعلية روحية عميقة

لماذا سبعة وأربعة ؟؟

أساس التسبحة  فى الكنيسة أربع هوسات، وسبع ثيئوطوكيات (كتاب التسبحة يسمى الأبصلمودية)  والهوسات الأربعة هى:
1- الهوس الأول : وهو تسبحة موسى النبى بعد عبور البحر الأحمر (فى 2: 7). (2)- (لو1: 48). (3)- (خر15)   2- الهوس الثانى : وهو المزمور 135 وهو تسبحة شكر لله ” أشكروا الرب لأنه صالح وأن إلى الأبد رحمته ”
3- الهوس الثالث : وهو تسبحة الثلاث فتية القديسين فى آتون النار
4- الهوس الرابع : وهو المزامير 148، 149، 150 وهى مزامير تسبيح وشكر لله على فم الخليقة كلها بكل كائناتها   + أما السبع ثيئوطوكيات:    فهى مرتبة لكل يوم من أيام الأسبوع السبعة، وهى كما سبق أن أشرنا أنها مليئة بالعبارات اللاهوتية والرموز النبوية التى تتحدث عن التجسد الإلهى وحلول الله بيننا، وعن العذراء بكونها والدة الإله .
+ ولعل رقم (7) يمثل كل أيام الأسبوع (أى كل يوم)   + ورقم (4) يمثل كل الأرض (الجهات الأربعة) أى كل مكان.. فكأن التسـبيح بسبعة وأربعة يشـير إلى التسـبيح كل يـوم فى كل مكان، مثلما نصلى فى تحليـل صـلاة الغروب ” وننهض للتسابيح والصلوات كل حين وفى كل مكان نمجد اسمك القدوس ” ومعنى عبارة كل حين وفى كل مكان أى تصير الأرض كالسماء لأن التسبيح فى السماء كل حين وفى كل مكان وكأننا بهذه التسابيح فى سبعة وأربعة نتشوق أن تتحول الأرض إلى سماء يسكن فيها العلى

+ فالتسبيح فى شهر كيهك هو إعداد الأرض كلها، وإعداد قلوبنا بصفة خاصة أن تكون كالسماء لكى يسكن فيها الله الكلمة المتجسد .. وهكذا يرتبط التسبيح دائماً بحلول الله وسكناه ..

+ ولذلك تلقب الكنيسة العذراء بأنها السماء الثانية التى سكن فيها العلى (ثيئوطوكية السبت).

+ ويضاف إلى الأربعة هوسات والسبع ثيئوطوكيات أجزاء أخرى مثل مجمع القديسين والإبصاليات (إبصالية أى ترتيـلة) وذكصولوجـيات ( ذكصولوجية أى تمجيد) ومدائح منظومة باللغة العربية، وطروحات (تفسير) تقال بعد كل هـوس، وكل ثيئوطوكية، وعلى نفـس المعانى الواردة بها لزيادة الشرح والتوضيح لكى يشترك الكل فى الفائدة الروحية

لماذا أثناء الليل (السهر) ؟؟؟

اعتادت الكنيسة أن تسهر فى التسابيح الكيهكية طوال الليل حيث تبدأ السهرة بتسبحة قوموا يا بنى النور ، وكأنها تدعونا أن تحول ظلام الليل إلى نور كما يقول معلمنا بولس الرسول ” جميعكم أبناء نور وأبناء نهار .. لسنا من ليل ولا ظلمة فلا ننم كالباقين بل لنسهر ونصح..” فقد اوصانا رب المجد يسوع (اسهروا)
+ وفى هذه التسابيح تدريب روحى على السهر فى تسبيح مملوء بالاشتياق والحب وكأنه حوار بين الكنيسة العروس والمسيح عريسها .. وهو متعة روحية جميلة يستمتع بها السهارى المستعدون كالعذارى الحكيمات.

+ وفى نهاية السـهرة طوال الليل نفرح بشـروق شمـس البر فى باكر النهار “ولكم أيها المتقون اسمى تشرق شمس البر”(1)، والمتقون الرب هم الذين يسهرون فى الصلاة والتسابيح، فيشرق لهم العريس السماوى شمس البر فى نهاية كل سهرة روحيةز

+ ونقول فى صلاة باركر ” أيها النور الحقيقى الذى يضئ لكل إنسان آت إلى العالم أتيت إلى العالم بمحبتك للبشر ” وعبارة ” أتيت إلى العالم بمحبتك للبشر” تشير إلى مجئ المسيح شمس البر فى ميلاده الذى نستعد له بهذه التسابيح والسهرات الروحية.

+إلهنا الصالح محب البشر يعطينا أن نشترك فى هذه الأيام المباركة بالاستعداد والتسابيح ونقاوة القلب حتى ننال بركة عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح بفرح روحى ..

تأملات فى تسبحة كيهك (7و4)

1- أهمية شهر كيهك وسهراته

أهمية هذا الشهر تأتى من أهمية التجسد. لكننا قد نهتم بشكل المذود وشجرة الميلاد وننسى صاحب العيد الحقيقى! ميلاد وتجسد السيد المسيح هو أقوى حدث عاشته البشرية كلها. معجزة بكل المقاييس بل وأعظم معجزة. إله عظيم سمح وتواضع ورضى أن ينزل إلينا، لأنه لمعرفته أننا لا يمكننا أن نرتقى لمجده، ففضل أن ينزل هو بنفسه حتى يرفعنا. ومن هنا جاءت أهمية هذا الشهر، لأنه بميلاد ربنا يسوع المسيح وتجسده من السيدة العذراء مريم، استعدنا كرامتنا وصارت مكانتنا كأولاد لله.

2- التسبحة الكيهكية :

لها طابع خاص، وهى تُصَلَّى على مدى شهر كيهك، وهو المدعو ب‍ “الشهر المريمى“، ويطلق عليها “سبعة وأربعة“، وذلك إشارة إلى سبع ثيؤطوكيات خاصة بالعذراء, وأربعة هوسات خاصة بتسبحة نصف الليل.

تسبحة كيهك (سبعة وأربعة) وهى تتكون من: 4 هوسات (تسابيح)، و7 ثيؤطوكيات (مدائح العذراء)، 7 أبصاليات (تراتيل)، ولها ابصلمودية كيهكية تخدم شهر كيهك أو الشهر المريمى.

3- ليه (سبعة وأربعة) مش أرقام تانى ؟

لأن السهرات الكيهكية نُصلى فيها بنظام معين، هى أغلبها مدح فى السيدة العذراء أمنا الطاهرة النقية، التى منها جاء السيد المسيح، لننال الخلاص، فصارت أم الخلاص.. (سبعة وأربعة) عبارة عن :

4 هوسات:

– كلمة هوس كلمة قبطية ومعناها تسبيح. – وهى أغانى روحية نسبح فيها ربنا.

7 ثيؤطوكيات:

ثيئو = الله، طوكوس = والدة، إذن ثيؤطوكوس تعنى (والدة الإله).

– وهى تسابيح وتماجيد تخص العذراء والدة الإله لكل يوم من أيام الأسبوع.

5- معلومات عن شهر كيهك ؟

1- نسبة إلى الإله (كا هاكا) إله الخير، أو الثور المقدس المعروف عند العامة بالعجل آبيس. وفيه يحتفل بأعياد أوزوريس عند المصريين القدماء. وقد خصصت الكنيسة هذا الشهر من كل عام لتمجيد العذراء لما نالته من النعم.

2- من أشهر أمثاله “صباحك مساك، تقوم من فطورك تحضر عشاك”. وهذا يعنى أن ساعات النهار أقصر من ساعات الليل.

3- يبدأ الطقس الكيهكى من بداية شهر كيهك وحتى ما قبل برامون عيد الميلاد المجيد. ويمتاز بالإيقاع المبهج لاستقبال طفل المذود، ممزوجًا بالخشوع لإعداد النفس بالتوبة، لتستطيع أن تشترك مع الملائكة فى عرس السماء والأرض بالمسيح المولود.

6- شرح التسبحة الكيهكية:

تصلى تسبحة نصف اليل اليومية وتضاف اليها العديد من المدائح والابصاليات وقد افردنا لها موضوع مستقل على موقعنا أسقفية الشباب وهنا نضيف بعض المعلومات الخاصة بتسبحة كيهك

فى شهر كيهك بصفة خاصة، إذ نستعد لاستقبال ربنا يسوع المسيح الكلمة المتجسد، تضاف العديد من التسابيح والمدائح الأساسية الخاصة بهذا الحدث الى التسبحة اليومية المعتادة.

سبعة وأربعة ليلة الأحد فى شهر كيهك

– فى ليلة الأحد تُصلى السبع ثيؤطوكيات كاملة، أما فى باقى أيام الأسبوع فتصلى ثيؤطوكية اليوم فقط.

– يوم السبت مساءً تُصلى ليلة الأحد، والأحد مساءً تُصلى ليلة الاثنين، وهكذا، باعتبار أن اليوم يبدأ من غروب اليوم السابق له.

– ليلة الأحد تُصلى ثيؤطوكية الاثنين والثلاثاء بعد الهوس الأول، وثيؤطوكية الأربعاء والخميس بعد الهوس الثانى، ثم ثيؤطوكية الجمعة والسبت بعد الذكصولوجيات.

– أما ثيؤطوكية الأحد فتكون بعد الهوس الرابع فى مكان ثيؤطوكية اليوم, ولكل يوم تُصلى: (إبصالية – مديحة – ثيؤطوكية – لبُش).

7- لماذا نطوّب السيدة العذراء فى شهر كيهك ؟

إذ تحتفل كنيستنا القبطية بعيد الميلاد المجيد فى 29 من شهر كيهك، خصصت الكنيسة هذا الشهر للتسبيح والتمجيد لسر التجسد الإلهى ولوالدة الإله العذراء مريم.

فتسابيح كيهك هى فى الحقيقة سيمفونية سماوية نمدح فيها العذراء مريم والدة الإله, لأنها استحقت أن تكون المسكن المقدس للإله المتجسد. فمن خلال تجسد ابن الله فى أحشاء القديسة مريم، نرى ابن الله ساكنًا فى نفوسنا بروحه القدوس.

 فالثيؤطوكيات :

– يتكرر فيها اسم السيدة العذراء مريم دليل العلاقة القوية التى تربطنا بها.

– الثيئوطوكيات بها العديد من ألقاب العذراء مريم، وأيضًا الرموز الخاصة بها.

– وأيضًا من خلال الثيئوطوكيات توضح الكنيسة سر التجسد وسر الخلاص، وأيضًا لاهوت السيد المسيح.

8- العذراء وسر التجسد الإلهى فى الثيؤطوكيات:

عزيزى.. من خلال كتاب التسبحة، اذكر علاقة السيدة العذراء مريم بالتجسد من خلال ثيؤطوكيات الأيام. ونقدم لك مثالاً على الثيؤطوكية يومى الاثنين والأربعاء:

ثيؤطوكية يوم الاثنين:

(أشرق جسديًا من العذراء بغير زرع بشر حتى خلصنا):

– تجسد من العذراء.. بغير زرع بشر.. لأجل خلاصنا. – النور أشرق من مريم وأليصابات ولدت السابق.

ثيؤطوكية يوم الأربعاء:

+(تطلع الآب من السماء، فلم يجد من يشبهك، أرسل وحيده، أتى وتجسد منك):

– الآب تطلع واختار العذراء مريم, وأرسل ابنه مولودًا منها فى ملء الزمان.

– الابن تجسد فى بطن العذراء.

+(الآب صنعك، والروح القدس حل عليك، وقوة العلى ظللتك يا مريم):

– الميلاد البتولى من العذراء.

– الآب اختارها, والروح القدس حل عليها وحفظ بتوليتها.

+ (لأنك ولدت الكلمة الحقيقى ابن الآب.. الدائم إلى الأبد، أتى وخلصنا من خطايانا):

– السيدة العذراء ولدت الله الكلمة بالحقيقة.

– الله الكلمة الأزلى المولود من الآب قبل كل الدهور والدائم الى الأبد.

(السلام للعبدة والأم العذراء, والسماء التى حملت جسديًا الذى على الكاروبيم):

– السيدة العذراء هى إنسانة عبدة لله، فهى تحتاج للخلاص كسائر البشر.

– وهى التى اختارها الله ليتجسد منها، فصارت أم الله، والسماء الثانية.

ومن خلال ثيؤطوكية الأحد يمكنك استخراج ألقاب السيدة العذراء ورموزها..

معلومة: مصادر تأليف التسبحة :

الكتاب المقدس هو النبع الأول الذى استقت منه الكنيسة تسابيحها, وبذلك يكون الروح القدس هو صاحب الإلهام الأصلى فى تسابيحنا الكنسية “كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ” (2تى 16:3)، وقد اختير من الكتاب المقدس:

– مزامير مثل الهوس الثانى والرابع.

– تسابيح بعض أنبياء وقديسى العهد القديم مثل الهوس الأول والثالث.

– تسبحة العذراء وزكريا الكاهن تقال فى ليالى الآحاد من شهر كيهك.

ختامًا :

أعزائى تعالوا نتمتع دائمًا بهذه الرحلة السماوية فى تسبحة شهر كيهك، الشهر المريمى، ونطوبها معًا، كما قالت: “هُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِى” (لو 48:1).. ونطلب أن تتشفع لأجلنا ليغفر لنا الرب خطايانا . آمين.