من هو قريبى؟
كان سؤال الناموسى للرب يسوع ليجربه.. حينئذ قال له الرب مثل السامرى الصالح (لو 25:10).
فمن هو قريبى؟
أولاً: من هو الإنسان المسيحى؟
الإنسان المسيحى يفكر بطريقة تختلف كثيراً عن أهل هذا العالم، ويرى بعين تختلف كثيراً عن العين البشرية الطبيعية.
فالإنسان المسيحى ليس هو إطلاقاً الإنسان المسيحى بالهوية أو بالبطاقة الشخصية.
والإنسان المسيحى ليس هو المسيحى بالطقوس والتديّن، لأنه يمكن أن يكون الإنسان طقسياً ومتديناً ولكن ليس إلى العمق، بدليل أن أحد الكهنة عبر بهذا الإنسان ولم يهتم به، ولاوى أيضاً (أى أحد الشمامسة) عبر به أيضاً ولم يهتم. يمكننا أن نكون مسيحيين بالشكل الطقسى ولكن الله لا يكتفى عند هذا الحّد، ويريد أن يسألنا دائماً عن الجوهر فى الأعماق.
الملاحظ الآن أن العالم إنتابته حمى التغيير، بمعنى أن هناك متغيرات سريعة متلاحقة، سواء بسبب الإنجازات العلمية المتسارعة، أو ثورة الإتصالات والمعلومات، أو سيل الإعلانات الإستهلاكية المطروحة على الشاشة الصغيرة، أو شبكات الإنترنت… تغيير فى كل شئ… فالأحداث تتسارع بحيث نسمع فى كل ساعة جديداً على خريطة العالم…والمنتجات والسلع ترى أمام المشاهدين… و الموضات” فى الملابس و تسريحة” الشعر أو حلاقته تماماً تجذب الشباب يميناً ويساراً… حتى أن البعض سماها “هستريا التغيير”… فلا إستقرار على حال، سواء فى مجال العلوم أو السياسة أو حتى على مستوى الأسرة والمجتمعات الصغيرة… كل يوم هناك جديد، والشباب يلهث ورائه!!
لكن المشكلة الحقيقية لا تكمن فى خارج الإنسان، ولكنها تكمن فى داخله!! فالإنسان الراسخ الفكر والتوجيهات، الذى له فى حياته ثوابت ورؤى وفلسفة، لا يهتز أمام هذه المتغيرات، فيحلق شعره إذا حلقه أحد مشاهير الكرة، أو يطيل شعره إذا ما أطاله “بروك”!!
المشكلة إذن هى فى التمييز بين الثوابت والمتغيرات فى حياة الإنسان.
أولا: نقدم لهم المسيح …
فالرب يسوع هو “المخلص الوحيد” الذى يمكن أن يخلصنا من بئر “الأنا”، وضغط الجسد، وتأثير الميديا والبشر!! كما أنه “المشبع الوحيد”، بمحبته، وتجسده، وفدائه، لأنه غير محدود، وكل ما فى الكون محدودات، إن قلب الإنسان فيه فراغ “غير محدود”، لإيشبعه إلا شخص “غير محدود” هو الرب يسوع. أضف إلى ذلك أن السيد المسيح هو النصيب الأبدى، بمعنى أنه الوحيد الذى يمكن أن يهبنا الخلود. والشباب يحب الحياة، ويتمنى عدم الموت. والمسيح هو الوحيد القادر على ذلك، حينما يهبه حياة أبدية!! .. وهذه الحياة الأبدية نكتسبها من خلال:
1- “نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا قَدِ انْتَقَلْنَا مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ لأَنَّنَا نُحِبُّ الإِخْوَةَ” (1يو3: 14).
+ فالسيد المسيح ينقلنا بالمعمودية والتوبة من الموت إلى الحياة.
+ ويجعلنا أعضاء فى جسده المقدس: الكنيسة. وهكذا نحب الأخوة.. أى أن نحيا المحبة، وننشرها فى كل مكان، ومع كل إنسان، كأعضاء فى جسد واحد، يضم المؤمنين على الأرض، والقديسين فى السماء، والرب يسوع نفسه رأس الجسد.